لم تشأ الباحثة نورة المطلق، أن تكتفي بما رجحته من رأي محرم لتجميل الأنف بقصد، زيادة الحسن، وإنما مضت في رصد فتاوى مختلفة، بعضها يدعم ما ذهبت إليه والبعض الآخر، على خلافه. وفي محور خصصته ل «بعض الفتاوى المتعلقة بعملية تجميل الأنف لزيادة الحسن، نقلت سؤالاً وجه لمفتي السعودية الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، جاء فيه «هل يجوز إجراء عملية تصغير لأنفه لأنه يتعرض لسخريات لا يتحملها؟ فأجاب: لا أعلم فيه شيئاً (أي يحظره ويحرمه)، ما فيه مانع إذا تيسر». وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: ما حكم إجراء عمليات التجميل؟ وما حكم تعلم علم التجميل؟ فأجاب: التجميل نوعان: تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أوغيره، وهذا لا بأس به ولا حرج فيه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفًا من ذهب. والنوع الثاني: هو التجميل الزائد، وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن، وهو محرم لا يجوز، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب . أما بالنسبة للطالب الذي يقررعليه علم جراحة التجميل ضمن مناهج دراسته فلا حرج عليه أن يتعلمه، ولكن لا ينفذه في الحالات المحرمة، بل ينصح من يطلب ذلك بتجنبه، لأنه حرام، وربما لو جاءت النصيحة على لسان طبيب كانت أوقع في أنفس الناس. وسئل الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله: ما رأي الشرع في عمليات التجميل، كأن يكون في وجه الإنسان تشوه فيجري له عملية إزالة، أو يكون في أنفه طول زائد، أو اعوجاج فتجرى له عملية تعديل، وما أشبه ذلك، وجُّهونا؟ فأجاب: لا شك أن الجمال مباح أو مستحب لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال» فمتى ما كان ممكنا تجميل البدن بلباس أو اكتحال أو ادّهان أو اغتسال وتنظيف فإن ذلك مندوب، كما جاء الشرع بسنية خصال الفطرة كقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وغسل البراجم، والمضمضة، والاستنشاق، فلعل ما ذكره من العمليات داخل في المباح وإن لم يذكره الفقهاء، فقد تقدم الطب، وعرف الأطباء ما لم يكن معروفاً في السابق من إجراء العمليات في الجوف، وشق البطن وزرع بعض الأعضاء: كالكبد والكلية والقلب والعين ونحوها، وتركيب الأسنان، وتحسين الوجه أو الأنف داخل في الجائز إذا لم يترتب عليه ضرر، فلا يدخل في وعيد النامصة، والواشمة، والواشرة، والمتفلجات للحسن ؛ لما في هذه الأشياء من الغش وإظهار خلاف الأصل بحيث يُظَنُّ بها الشباب والفتوة، ولأن هذه الأفعال غير ثابتة، بل تتغير دائماً، فيحتاج إلى تجديد الوشر، والتفلج، والنمص بخلاف عملية التحسين للأنف ونحوه. والله أعلم.