علمت «الحياة» ان مستشار الأمن القومي الاسرائيلي عوزي أراد زار القاهرة سراً مطلع الاسبوع الجاري حيث اجرى محادثات مطولة مع مدير المخابرات العامة الوزير عمر سليمان تناولت صيغاً لحلحلة عقدة الاستيطان، وأن زيارة وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط وسليمان لرام الله مرتبطة بذلك. إلا انه بدا ان الجانب الفلسطيني لم يتجاوب مع هذه الصيغ بل اختار انتظار العرض الاميركي، في وقت اعلن الرئيس عباس ان لدى الفلسطينيين سبعة خيارات متتابعة للمرحلة المقبلة، أولها استئناف المفاوضات شرط وقف الاستيطان، مشيرا الى انه في حال فشل ذلك، فسيطالب الفلسطينيون بالاعتراف بدولتهم. وفي ما يتعلق بزيارة أراد للقاهرة، أوضح مصدر مصري موثوق به ل «الحياة» ان «الزيارة تلقي بظلالها على المحادثات مع عباس لأن الغرض الرئيسي لمحادثات رام الله هو إيجاد مخارج للجمود الحالي في العملية السلمية في ضوء نتائج اللقاء الذي جمع سليمان بالمسؤول الاسرائيلي». وأضاف أن مصر أجرت اتصالات مكثفة مع الأميركيين والإسرائيليين لبحث مخارج وبدائل مناسبة تسمح بتحريك المسار التفاوضي وحلحلة القضايا العالقة بشكل يسمح باستئناف المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، خصوصا على صعيد الاستيطان. ولم يشأ المصدر أن يكشف طبيعة هذه المخارج التي تم التوصل إليها مع المسؤول الإسرائيلي، مكتفياً بالقول إنها تتعلق بتجديد قرار تعليق الاستيطان بحيث يفتح الباب ثانية ويمنح الأمل باستئناف العملية السلمية. وفي مؤشر الى ان الجانب الفلسطيني لم يقبل بهذه الصيغ، قال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» في رام الله: «اتفقنا (مع المسؤولين المصريين) على الانتظار، ثم اللقاء مجددا لدرس العرض الاميركي في حال التوصل الى تفاهم مع الجانب الاسرائيلي». واوضح: «هناك افكار اسرائيلية سمعناها ونرفضها، مثل اعتبار العطاءات الاستيطانية الاخيرة سارية المفعول في حال طرح تجميد جديد لفترة ثلاثة اشهر. هذا لن يكون مقبولا علينا ولا على العرب، والمصريون يشاركوننا الرأي». واضاف ان «الاجواء غير مريحة، الاميركان لم يتوصلوا بعد الى اتفاق مع الاسرائيليين، وهذا مؤشر سلبي»، مشيرا الى ان الاتصالات الاميركية - الفلسطينية متوقفة الى حين التوصل الى مثل هذا الاتفاق. وكان الرئيس عباس بحث مع ابو الغيط وسليمان امس في المخارج الممكنة للعودة الى المفاوضات والخيارات العربية والفلسطينية في حال عدم تحقق ذلك. وصرح عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع ابو الغيط عقب اللقاء بأن لدى الفلسطينيين سبعة خيارات متتابعة للمرحلة المقبلة، ولن يجري القفز عن خيار منها الى الخيار الذي يليه قبل استنفاد السبل الممكنة لتحقيقه. واوضح ان «الخيار الاول هو العودة الى المفاوضات في حال وقف الاستيطان»، وإلا «فسنتحدث الى الاميركان وسنطلب منهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967»، وإلا فسنلجأ الى مجلس الامن للاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكنه شدد على ان التركيز حاليا هو على خيار التفاوض شرط وقف الاستيطان. من جانبه، قال ابو الغيط ان الجانب المصري يجري اتصالات مع الجانب الاميركي، لكن من دون تحقيق اختراق يؤدي الى استئناف المفاوضات. وقال: «ما زلنا نسعى مع الجانب الاميركي، لكن حتى الآن لم يحدث الاختراق المطلوب». وكان ابو الغيط وسليمان وصلا الى رام الله قادمين من عمان حيث استقبلهما العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وقال الديوان الملكي ان العاهل الاردني اكد ان ايجاد البيئة الكفيلة باستئناف المفاوضات يستدعي وقف جميع الاجراءات الاحادية والاستفزازية التي تهددها، خصوصاً بناء المستوطنات، محذراً من ان الاخفاق في تحقيق السلام سيبقي المنطقة رهينة للتوتر وعرضة للمزيد من العنف والصراعات.