حذر مسؤولون في محافظة البصرة من إمكان انهيار بعض السدود الواقعة على الأنهار في جنوب العراق وإيران، بسبب إزدياد الملوحة في تلك المناطق. وأوضح محافظ البصرة شلتاغ عبود ل «الحياة» انه «أثناء الحرب العراقية - الإيرانية وضعت سدود بين البلدين في المناطق الواقعة بين محافظتي البصرة وميسان، ولم يتم تطويرها منذ ذلك الحين من الجانب العراقي على عكس الجانب الإيراني الذي طورها لتكون ملائمة لطبيعة المياه في الوقت الراهن». وأضاف ان «السياسة المائية التي تم اتباعها من الجانب الإيراني أدت إلى زيادة الملوحة في المناطق التي تقع فيها السدود وفتحت إيران المبازل الخاصة بزراعة قصب السكر فبدأت السدود العراقية تنهار نتيجة لزحف المياه المالحة عليها». وقال ان «المساحة المقابلة لمياه البزل تبلغ 24 ألف دونم وتكثر فيها الألغام والمتفجرات ومن المحتمل ان تدفع المياه المالحة بها الى الشواطئ العراقية وداخل المدينة». وزاد مسؤول الإعلام في ديوان محافظة البصرة (490 كلم جنوب العراق) إياد الإمارة: «قيادة حرس الحدود أبلغت الحكومة المحلية أن هناك خطراً في السدود الترابية العراقية المقابلة للأراضي الإيرانية». وأضاف «تمت معاينة السدود وتبين أن الأمر متعلق بسيول المياه المالحة التي هي في الأصل مياه بزل للمزارع الإيرانية في محافظة خوزستان القريبة». وتابع «تمت مناقشة الأمر بين محافظ المدينة والقنصل الإيراني في البصرة وتم وضع بعض الحلول الكفيلة بدرء الخطر. لكن المناطق الحدودية مليئة بالألغام ومن الممكن أن تنجرف باتجاه العراق إذا استمرت مياه البزل في جريانها الحالي». وتابع أن «القنصل الإيراني شكل لجنة لمتابعة الموضوع». وقال القنصل نصير باغبان إن «الأمر ليس بهذه الخطورة التي طرحتها الحكومة المحلية «. وأضاف إن «نسبة المياه التي تحيط بالسدود العراقية لم تتغير مطلقاً». وتابع إن «السدود الواقعة في محافظتي البصرة وميسان من جهة ومحافظة خوزستان الإيرانية من جهة أخرى ترابية وكان الجانب الإيراني يرممها باستمرار بينما لم يقم الجانب العراقي بأي عملية ترميم ما أثر في متانتها». وأوضح إن «ما تشهده السدود العراقية حالياً هو نتيجة عوامل طبيعة وسيول تحدث في كل البلدان وليس بسبب مياه البزل الخارجة من الأراضي الإيرانية. ونحن سنتابع الموضوع ولكن على الحكومة المحلية في البصرة إيجاد حل لهذه السدود».