لا أحد استطاع أن يفك لغز نادي أولمبيك ليون الفرنسي، فهناك أمر ما يحدث فيربك حركيته المعتادة ويعطل عجلة التألق المأمول لديه. فمن كان يظن أن حامل لقب الدوري المحلي سبع مرات متتالية سيؤول به المآل إلى هذه الحال؟ لم يعد الفريق مهاباً من أحد. كان «أرل أفينيون» المتواضع آخر من جاء ليلسع كرامته بأن فرض عليه تعادلاً بطعم الانتصار بهدف لمثله في الأسبوع العاشر من الدوري وتركه يغرق في مشكلات لها أول وليس لها آخر. وبينما تسير أحواله بدوري الأبطال الأوروبي على أحسن ما يرام، يهبط به سوء النتائج في الدوري المحلي إلى المركز الرابع عشر بقاع الترتيب في أسوأ سيناريو لم يكن يتوقعه حتى خصومه. من غير المقبول بحسب المنتسبين إلى ليون ألا يحصد الفريق أي لقب في موسمين خصوصاً وهو المدجج بخيرة النجوم وآخرهم غوركوف خليفة زيدان في المنتخب الفرنسي. ومن العار كما يقول مشجعوه أن يلعب الفريق الكبير صائد الألقاب والكؤوس لتفادي الهبوط لموسمين متتاليين وأن يخرج من مولد المسابقات، في كل موسم، بلا حمص! المدرب كلود بويول محتار في اختيار الوصفة السحرية: الإسراع بإنقاذ ما يمكن إنقاذه للحفاظ على ما تبقى من كبرياء الفريق، أو رمي المنشفة والفرار بجلده من سخط الجماهير والرئيس جون ميشيل أولاس. لكن الأخير يبدو، أكثر من غيره، في «غير صحنه» شديد العصبية ووحيداً ضد الجميع.. يصفع أحد مشجعي أرل أفينيون لأن الأخير طالبه ب «الإبقاء على المدرب لئلا يصعد الفريق في سلم الترتيب ويخلو الجو لفريقه المفضل أولمبيك مرسليا»، ويطالب (أولاس) صحيفة «ليكيب» برد الاعتبار إليه بعد أن سعت إلى الوقيعة بينه وبين المدرب بويول بنقل أخبار «غير صحيحة» في اجتماع بينه وبين عدد من لاعبي الفريق. أكثر من ذلك فهو اليوم بين قطبي رحى: الاستجابة لطلب جماهيري حثيث بتغيير المدرب أملاً بإعادة طريق الفريق إلى سكته لاستعادة الأمجاد أو الاستمرار على الوضع القائم للحفاظ على مبلغ بين 5 و 8 ملايين يورو في خزانة النادي بدلاً من دفعها للرجل كشرط جزائي حال أبعد من منصبه؟ بيد أن المرارة عميقة في نفس الرجل وأشد من أن تقبل بعد أن نجا الفريق من شراك الهزيمة أمام آرل أفينيون متذيل الترتيب (المركز 20 بنقطتين). ويعترف الرئيس أولاس أن «التعادل كان مخيباً للآمال فعلاً. إذ بدأنا بطريقة سيئة للغاية كما واجهتنا بعض الظروف غير المشجعة إطلاقاً في المباراة. وفي الشوط الثاني أجرى المدرب تغييرات مكنتنا من التعادل الذي لم يسمح لنا بالتقدم في لائحة الترتيب العام. وهو أمر غير طبيعي، خصوصاً أننا أحرزنا ثلاثة انتصارات في دوري أبطال أوروبا». لكن إلى أين ستسير الأمور؟ يؤكد الرئيس أن «الحل سيكون قريباً جداً». ويتابع: «سأنظر في الأمر مع جميع الفاعلين بالنادي. فبعد الطاقم الإداري، سيأتي الدور على مندوبي المناصرين والمشجعين ثم مجلس إدارة النادي لطرح مسيرة النادي خلال المباريات الخمس الأخيرة على الأقل. وأمامنا مباراة مهمة أمام باريس سان جيرمان لحساب ثُمن نهائي كأس الرابطة (الأربعاء) سنرى في جميع الخيارات بعدها». وبينما يحاول المدرب المغضوب عليه الظهور بمظهر غير المكترث بما يحيط من حوله مؤكداً أنه «لا يشعر بأي ضغط»، منوهاً، في آن، ب «جهود لاعبيه ومشوارهم المتألق بدوري الأبطال خلافاً لما هو حاصل بالدوري المحلي»، يتردد في محيط النادي الليوني أن، المدرب السابق لميلان الإيطالي، البرازيلي ليوناردو بات أكثر المرشحين لخلافة المدرب كلود بويول حال تم الإجماع على تنحيته حتى لو تتطلب الأمر دفع الشرط الجزائي. الأمر الذي لا يحبذه الرئيس أولاس مفضلاً أن يكون المدرب المقبل «فرنكفونياً» وأن «يكون على دراية تامة بما يجري بالدوري الفرنسي».