دانت «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل» الاعتداء الذي شنته الشرطة الإسرائيلية أول من أمس على المتظاهرين العرب وقياديين بارزين تصدوا، في تظاهرة سلمية احتجاجية، للزيارة الاستفزازية لعشرات من غلاة المتطرفين اليهود لمشارف مدينة أم الفحم الذين طالبوا بإعلان الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح محظورة قانونياً وترحيل الفلسطينيين من أرضهم. وتم اختيار أم الفحم بصفتها المعقل الأبرز للحركة الإسلامية في الداخل والمدينة التي ترأسها صلاح على مدى عقدين من الزمن. وأكدت اللجنة أن الشرطة (نحو 1500 عنصر) حضرت ليس فقط لحماية المستفزين اليهود إنما «لقرار مبيّت هو ضرب الجماهير العربية». وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق حيادية في الاعتداء. وكانت اللجنة اجتمعت في دار بلدية أم الفحم وقررت الإضراب العام في المؤسسات الرسمية في المدينة ومدارسها للتعبير عن سخط الأهالي على بطش الشرطة. وتقرر أيضاً المشاركة في مسيرة لإحياء الذكرى السنوية ال 54 لمجزرة كفر قاسم اليوم (الجمعة) وتحويلها الى مسيرة واسعة ضد العنصرية، إضافة الى التظاهر أمس أمام المحكمة في الناصرة أثناء محاكمة المعتقلين وتقديم شكاوى ضد الشرطة باسم الجرحى والمصابين في أحداث أمس. كما قررت اللجنة عقد اجتماع خاص لها لوضع خطة لمواجهة العنصرية المستفحلة، واستعجال إرسال مذكرات أقرت سابقاً الى الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية تؤكد فيها معارضة الجماهير العربية الاعتراف بيهودية إسرائيل ومشروع التبادل السكاني. واستنكر رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان إقدام الشرطة على الاعتداء بلا مبرر على القيادات والجماهير العربية، وقال في حديث للإذاعة الإسرائيلية أمس إن «الاعتداء تحول للأسف الشديد مشروعاً للمؤسسة والحكومة الإسرائيلية». وأضاف أن زيارة المتطرفين اليهود الاستفزازية «تؤكد أنهم لا يمثلون أنفسهم فقط إنما يمثلون الحكومة وكل الشارع اليميني». ولفت الى أن الشرطة هي التي ارتكبت الجريمة وليس الشبان الذين اعتقلتهم، إذ أنها حضرت بقرار مبيّت لضرب الجماهير العربية وقيادتهم، فأطلقت القنابل الصوتية والمدمعة بعشوائية وبكثافة بحجة أنها رُشقت بالحجارة، «لكن في حوزتنا أدلة قاطعة بأن المستعربين الذين زرعتهم في أوساط المتظاهرين العرب هم الذين رشقوا الشرطة بالحجارة كي يكون ذلك مبرراً لتنفيذ اعتدائها على المتظاهرين». وأضاف إن لجنة المتابعة تحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن الاعتداء أول من أمس وتطالب بتعيين لجنة تحقيق رسمية فيه.