كشف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، عن وجود ما بين 125 ألفاً إلى 250 ألف طفل مصاب بالتوحد في المملكة، فيما تعاني ربع مليون أسرة سعودية من هذا الاضطراب. واحتفل مركز أبحاث التوحد في المستشفى أمس (الأربعاء)، بتخريج 12 اختصاصياً في تحليل السلوك التطبيقي يمثلون الدفعة الأولى، وذلك بعد أن أنهوا برنامجاً متقدماً في علاج الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد استمر عامين. وأوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة للمستشفى الدكتور قاسم القصبي، أن الدراسات العلمية أثبتت أن تحليل السلوك التطبيقي من أنجح الطرق لتعليم وتدريب الأطفال من مختلف الأعمار ممن يعانون من اضطرابات طيف التوحد، أو اضطرابات سلوكية أخرى، أو اضطرابات في النمو. وأشار القصبي في كلمة خلال حفلة تكريم الخريجين، إلى ندرة المؤهلين في هذا الاختصاص في المملكة، ما دفع مركز أبحاث التوحد التابع للمستشفى في العام 2014، إلى إنشاء برنامج تحليل السلوك التطبيقي بالاشتراك مع جامعة نيفادا رينو، لتأهيل الاختصاصيين. وأضاف أن القائمين على مركز أبحاث التوحد يسعون منذ تأسيسه عام 2010، إلى إجراء الأبحاث في مختلف مجالات اضطراب طيف التوحد بهدف تطوير وتحسين الطرق التشخيصية والعلاجية للأفراد المصابين بهذا الاضطراب، وذلك بالتعاون مع المراكز المحلية والإقليمية والعالمية، ويسعون أيضاً إلى تدريب اختصاصيين مؤهلين في أحدث طرق تشخيص وعلاج المصابين باضطراب التوحد، وذلك لجعل المملكة مكتفية ذاتياً في مجالي التشخيص والعلاج الخاص به. بدوره، اعتبر مدير مركز أبحاث التوحد واستشاري طب أعصاب الأطفال في المستشفى الدكتور هشام الضلعان، التوحد «قضية اجتماعية وتعليمية وصحية ويمثل تحدياً اقتصادياً يواجه المجتمع السعودي»، لافتاً إلى أن التقديرات تشير إلى وجود ما بين 125 ألفاً إلى 250 ألف طفل مصاب في المملكة، مبيناً أنه وفقاً لهذه الإحصاءات فإن هناك نحو ربع مليون أسرة سعودية تعاني من هذا الاضطراب وتأثيره الممتد على أفراد الأسرة وحياتها ومستقبلها وليس على الطفل فقط. ولفت إلى أن مركز أبحاث التوحد قدَّم أكثر من خمسة آلاف ساعة استشارية للأهالي الذين لديهم أطفال مصابون بالتوحد، إضافة إلى تقديمه أكثر من 150 ورشة عمل استفادت منها أكثر من عشرة آلاف أسرة ومختص في هذا المجال، مشيراً إلى أن مركز أبحاث التوحد قدَّم أكثر من 20 بحثاً متعلقاً بطيف اضطراب التوحد جرى نشرها في مجلات علمية محكمة محلياً وعالمياً.