بدأ العد العكسي لتنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعد غد الجمعة، في ظل انقسام عميق، لا سابق له في الوسط الأميركي، تجلى في مقاطعة 40 نائباً ديموقراطياً على الأقل مراسم التنصيب، التي سيغيب عنها أيضاً أبرز نجوم هوليوود، في سابقة تعكس موجة الاستياء لدى الكثير من الأميركيين من وصول رجل الأعمال الجمهوري إلى البيت الأبيض. وسخر الرئيس المنتخب من استطلاع ل «واشنطن بوست» وقناة «أي بي سي» واعتبر أنه مزور، بعدما أظهرت نتائجه أن شعبية ترامب لا تتجاوز الأربعين في المئة وهي النسبة الأدنى من نوعها في التاريخ الحديث لرئيس أميركي يهم بدخول البيت الأبيض، كما أظهرت أن 54 في المئة من الأميركيين يمتلكون نظرة سلبية حيال الرئيس العتيد. وعلى رغم المقاطعة لمراسم التنصيب، تأكد حضور منافسة ترامب السابقة هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس بيل كلينتون، وذلك عملاً بتقليد أميركي يقتضي تضامن الحزبين في المناسبة. الا أن مراسم الاحتفالات ستكون أقل صخباً من المعتاد، مع اختصار مسيرة ترامب من الكونغرس إلى البيت الأبيض. وقالت نجمة برودواي جنيفر هوليداي، إنها تراجعت عن المشاركة لتفادي موجة من الاستياء في أوساط محبيها. والأمر سيان بالنسبة إلى فرقة «بي- ستريت باند» التي تستعيد أغنيات بروس سبرينغستين، وهي عدلت عن المشاركة «احتراماً وامتناناً» للمغني الشهير صاحب أغنية «بورن إن ذي يو أس إيه»، وهو من كبار منتقدي الرئيس المنتخب. ويتوقع وصول أسماء بارزة في عالم الموسيقى والسينما، مثل كايتي بيري وشير وسكارلت جوهانسون، إلى واشنطن في الأيام المقبلة، لكن ليس للمشاركة في مراسم التنصيب، بل في مسيرة كبيرة السبت ضد الرئيس الجديد. وتواصلت الاستعدادات الأمنية في واشنطن لليوم الكبير الذي يبدأ بزيارة ترامب ونائبه مايك بنس ضريح الجندي المجهول، ثم توجه الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض لتناول القهوة مع سلفه باراك أوباما ليستقلا على الأثر برفقة زوجتيهما ميشيل وميلانيا، موكبَ سيارات إلى الكونغرس حيث يقام تاريخياً حفل التنصيب. وأكد ترامب أنه لن يعمل يومي السبت والأحد وسيباشر قراراته الرئاسية يوم الإثنين. وستكون أولى مهمات الرئاسة الجديدة التخلص من برنامج أوباما للرعاية الصحية، على رغم خلافات كبيرة اليوم بين الجمهوريين لإيجاد بديل منه، والمخاوف من ترك الملايين من دون ضمان وانعكاسات ذلك على انتخابات الكونغرس في 2018. ومع بدء الجدل حول سياسة ترامب الخارجية، أكدت مصادر مطلعة ل «الحياة»، سعي وجوه من المحافظين الجدد إلى دخول الإدارة وإفشال الاتفاق النووي مع طهران، فيما رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني إعادة التفاوض على الاتفاق، واعتبر أن ترامب لا يمكنه أن يلغي من جانب واحد الاتفاق الموقع مع القوى الكبرى، ومن بينها واشنطن، ورأى أن الحديث عن إعادة تفاوض «لا معنى له». وقال روحاني في مؤتمر صحافي في الذكرى السنوية لرفع العقوبات أمس، إن «الرئيس المنتخب أظهر أنه غير سعيد بالاتفاق النووي، واصفاً إياه بأنه أسوأ اتفاق تم توقيعه على الإطلاق. هذا مجرد كلام فارغ، لا أعتقد أنه يمكنه أن يفعل الكثير عندما يذهب إلى البيت الأبيض». وبعد نفي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المزاعم عن تجسس بلاده على الرئيس المنتخب أو تدخلها في مجرى الانتخابات الأميركية، سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اتهامات بالتجسس على ترامب خلال زيارته روسيا، وأكد بوتين أن الاستخبارات الروسية «لا تطارد» كل بليونير، مشككاً بسخرية في أن ترامب يتردد على غانيات روسيات «حتى ولو كنّ الأفضل في العالم»، كما قال. وأشار بوتين إلى أن ترامب كان «مجرد رجل أعمال، وأحد أكبر أثرياء أميركا»، و «لم يكن يُعرف حينها بأن لديه طموحات سياسية». وشدد الرئيس الروسي على أنه لم يسبق أن التقى ترامب.