يحيي الارمن الخميس ذكرى الإبادة التي تعرض لها هذا الشعب قبل 99 عاماً في ظل السلطنة العثمانية، غداة بادرة غير مسبوقة وغير متوقعة من تركيا التي وجهت تعازيها الى احفاد ضحايا تلك المأساة التي لم تعترف بها كابادة. وتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء بصورة غير متوقعة الى احفاد الارمن الذين قتلوا ابان الحرب العالمية الاولى على يد القوات العثمانية. وتحدث اردوغان في رسالته عن ضرورة اجراء مصالحة بين الارمن والاتراك، وجرت خطوة في العام 2007 بين الدولتين المتجاورتين اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية، بدون ان تتكلل بالنجاح بسبب النزاع في ناغورني قره باخ بين ارمينياواذربيجان حليف انقرة. وكرر اردوغان مساء الاربعاء ان "اولوية تركيا هي اذربيجان" مستبعدا اي تطبيع مع يريفان طالما استمر النزاع. واقر اردوغان بأن "المعاناة من الأحداث التي كان لها اثار غير انسانية يجب ان لا تحول دون ان تنشأ بين الأتراك والأرمن مشاعر الرحمة الانسانية المتبادلة تجاه بعضهم البعض". وتنفي تركيا التي قامت على انقاض الامبراطورية العثمانية في 1923 حدوث "الإبادة" بشكل قاطع. من جهته اعلن رئيس ارمينيا سيرج سركيسيان اليوم الخميس في بيان ان بلاده تعتبر ان تركيا "تواصل سياسة الانكار التام لابادة 1915"، بدون ان يشير البيان بوضوح الى التعازي التي عبرت عنها انقرة للمرة الاولى لمناسبة الذكرى التاسعة والتسعين لتلك المجازر. وقال الرئيس الارمني ان الابادة "ما زالت مستمرة طالما ان دولة تركيا التي خلفت السلطنة العثمانية تواصل سياسة الانكار التام للابادة"، مضيفاً "اننا مقتنعون بأن انكار جريمة يعني استمرارها المباشر". وأشار الى أن "الذكرى المئوية للإبادة تقترب، وذلك يمكن ان يوفر لتركيا فرصة جيدة للندم والتحرر من تلك التهمة الخطيرة". واكد "ان العام 2015 ينبغي ان يكون رسالة قوية الى تركيا. فموقفها تجاه ارمينيا يتطلب خطوات حقيقية: فتح الحدود واقامة علاقات طبيعية". ويحيي الارمن الذكرى اليوم الخميس في سائر ارجاء العالم. ويؤكد الارمن ان 1,5 مليون ارمني قتلوا في عمليات اضطهاد وترحيل. لكن تركيا تقر بمقتل 300 الف شخص رافضة وصف تلك الاحداث بالابادة التي اقرت بها دول عديدة بينها فرنسا. ورأى المثقفون الاتراك في تصريح اردوغان رغبة في الحد من سيل الانتقادات التي توجه اليه لمناسبة ذكرى الوقائع التي حدثت في العام 2015. وقال الجامعي باسكن اوران "بالتأكيد يجب الترحيب بهذا التصريح لكنه غير كاف الى حد كبير". واعتبر قدري غورسل الاخصائي في العلاقات الدولية والمعلق في صحيفة ملييت "مع تلك التعازي تأمل الحكومة (التركية) تخفيف صدمة التعبئة التي تتحضر للذكرى المئوية". وتنظم فعاليات لاحياء الذكرى ايضاً منذ العام 2010 في اسطنبول، القسطنطينية سابقا، التي كانت عاصمة السلطنة العثمانية. واجرت منظمات تركية لحقوق الانسان والارمن اول فعاليات لاحياء الذكرى اليوم الخميس امام محطة حيدر باشا للقطارات حيث انطلقت اول قافلة ترحيل لمئات الاعيان. ورفع المتظاهرون وسط حماية الشرطة صور لمرحلين ولافتة كتب عليها "نحيي ذكرى ضحايا ابادة الارمن: مئات الجروح لم تندمل مع الزمن". كذلك سيوجه الرئيس الاميركي باراك اوباما رسالة الخميس الى الارمن كما فعل اسلافه. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي التعازي التركية ب"التاريخية"، معتبراً انها قد تعيد فتح الطريق امام تطبيع للعلاقات بين ارمينياوتركيا.