أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «فرنسا ستبقى دائماً إلى جانب مالي حتى إرساء السلام فيها وإلى أن تبسط سلطتها على كل أراضيها»، وذلك خلال مشاركته في القمة الأفريقية – الفرنسية ال27 التي أُقيمت أول من أمس، في العاصمة المالية باماكو، حيث ألقى كلمته الوداعية للقارة الأفريقية التي لن يزورها مجدداً قبل نهاية ولايته في أيار (مايو) المقبل. وقال هولاند: «لم يعد الإرهابيون يسيطرون على أي أراضٍ في مالي. عادت الديموقراطية إلى البلاد وجرت الانتخابات وتحسن الاقتصاد والمصالحة جارية بفضل اتفاقات الجزائر». وأضاف في اختتام القمة أن الوجود العسكري الفرنسي في مالي سيستمر طويلاً لتدريب القوات المالية ومحاربة الجماعات المتشددة. وكرر التعبير عن رغبة مشتركة مع مالي في توجيه «ضربات قاسية» للإرهابيين. وقال الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا إن «فرنسوا هولاند كان الرئيس الفرنسي الذي أقام العلاقة الأكثر إخلاصاً ونزاهةً مع أفريقيا بين أسلافه». وتطرق كيتا في مؤتمر صحافي مشترك مع هولاند في اختتام القمة، إلى أزمة الهجرة، فصرح أن بلاده «لم ولن توقع أبداً» مع أي دولة اتفاقاً لاستقبال مهاجرين ماليين مبعدين. وقال إن «الحكومة (المالية) اتُهمت بتوقيع اتفاق لإعادة القبول. لم ولن نفعل ذلك أبداً. لا نريد أن نضيف البؤس المعنوي إلى البؤس المادي». وبدلاً من ذلك، دعا كيتا إلى مكافحة «تجار العبيد الجدد والمهربين والشبكات السرية ومهربي المخدرات» الذين يستغلون الهجرة السرية عبر دفع الشباب إليها. وكانت هولندا تحدثت أخيراً عن إبرام اتفاق بين الأتحاد الأوروبي ومالي حول «عودة طالبي اللجوء المرفوضين» خلال زيارة لوزير خارجيتها بيرت كوندرز إلى باماكو في 11 كانون الأول (ديسمبر). وكانت قمة أفريقية - أوروبية تبنت في قمة في فاليتا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 خطة عمل تنص على تخصيص صندوق مالي أوروبي بقيمة 1.8 بليون يورو لمساعدة الدول الأفريقية على الحد من تدفق المهاجرين. ويسعى الاتحاد إلى إبرام اتفاقات لتعزيز التعاون الاقتصادي مقابل إعادة المهاجرين، مع أثيوبيا والنيجر ونيجيريا والسنغال إلى جانب مالي. من جهة أخرى، وبعد اصطحاب الرئيس النيجيري محمد بخاري، والرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليف الرئيسة الدورية للمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، الرئيس الغامبي المنتخب آدام بارو إلى باماكو، قادمين من غامبيا حيث أجريا وساطة جديدة لم تسفر عن نتيجة في الأزمة، صرح كيتا أن الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامع الذي يرفض تسليم السلطة، يجب أن يدرك أن «غامبيا ليست في حاجة إلى حمام دم». وأضاف: «قمنا بتحرك واضح. استقبلنا الرئيس المنتخب آدام بارو، في اعتراف فعلي وقانوني به كضيف الشرف في هذه القمة. آمل بأن تلهم الحكمة الأفريقية في 19 كانون الثاني أخانا (يحيى جامع) وأن يدرك الرجل المسلم الصالح كما يصف نفسه المصلحة العليا لغامبيا التي ليست في حاجة إلى حمام دم»، وذلك بعد تهديدات أطلقتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي تضم 15 بلداً، بالتدخل عسكرياً في غامبيا. وقال هولاند في هذا الاطار: «لا بد من احترام خيار الناخبين الغامبيين». إلى ذلك، هيمنت مسائل احترام الدساتير وشفافية العمليات الانتخابية، على أعمال القمة، توازياً مع مواضيع القدرات الدفاعية للبلدان الأفريقية. وكانت الهواجس الأمنية في صلب محادثات مؤتمر وزراء الخارجية، الذي اختُتم بمشروع إعلان طُرح أول من أمس، على رؤساء الدول والحكومات لإقراره. وقال وزير خارجية السنغال مانكير ندياي إن المؤتمر «يشدد على المشاكل الأفريقية وعلى الحلول الأفريقية أيضاً وعلى مسائل السلام والأمن والشراكة الفرنسية الأفريقية». وأكدت باريس أن التعهد الذي اتخذته في قمة الإليزيه للأمن والسلام في أفريقيا، في كانون الأول 2013، لتدريب 20 ألف جندي أفريقي في السنة، تحقق وتم تجاوزه. وبلغ متوسط عدد الجنود الذين خضعوا للتدريب 65 ألفاً أي أكثر من 21 ألفاً و500 سنوياً.