يخوض الجيش العراقي معارك ضارية في الموصل، بعد وصوله إلى مجمع القصور الرئاسية والغابات في المحور الشمالي، وأفادت مصادر عسكرية بأن الحملة قد «تتوقف موقتاً» بسبب سوء الأحوال الجوية. وكانت قوات «الشرطة الاتحادية» و «الرد السريع» أعلنت سيطرتها على كل الأحياء في المحور الجنوبي من الجانب الأيسر، فيما أكدت قوات مكافحة الإرهاب استعادة الجامعة، وقبلها مجمع الدوائر الحكومية، لتقترب من الضفة الشرقية لنهر دجلة. وقال قائد حملة استعادة الموصل اللواء الركن عبد الأمير يارالله في بيان أمس، إن «قطعات المحور الشمالي حررت حي الكفاءات الثاني ورفعت العلم الوطني فوق مبانيه، بعد تكبيد العدو خسائر جسيمة، وأصبحت على تماس مع مجمع القصور الرئاسية، كما تم تحرير حي الأندلس بالكامل». وأعلن القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن «أحياء الشرطة والغابات ستحرر خلال ساعات، ولا يفصلنا عنها سوى شارع»، وأضاف: «لكننا لم نصل بعد إلى فندق نينوى المطل على النهر وبعد تحرير القصور سنكون عند ضفة النهر قرب الجسر الثالث، ولا تفصلنا عنها سوى مسافة قصيرة». إلى ذلك، أكد قائد الجهاز الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أن «القطعات أنهت تطهير جامعة الموصل من العبوات الناسفة بشكل كامل، بعد تفكيك نحو 15 مبنى ومعالجة بعض الإرهابيين من الانغماسيين المختبئين فيها، ورفعنا عشرات العبوات الناسفة». وزاد: «سنتمكن خلال اليومين المقبلين من تحقيق كل الأهداف، لكن قواتنا تتحرك بشكل محدود بسبب سوء الطقس». وقال الناطق باسم «العمليات المشتركة» العميد يحيى رسول، إن «أحياء العربي والملايين ونيسان ومنشأة الكندي في المحور الشمالي مازالت تحت سيطرة العدو، لكنها أصبحت تحت مرمى نيراننا»، مشيراً إلى أن «نحو 90 في المئة من الجانب الأيسر تحرر بالفعل، واكتمال تحريره قريبا أصبح مؤكداًا». من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني بأن «القوات المشتركة قصفت الحي العربي، وتشتبك مع مسلحي داعش في حي الكندي»، وزاد أن «طيران التحالف الدولي قصف سيارة مفخخة في حي الكفاءات الثاني، فيما تمكنت قوات حرس نينوى من معالجة انتحاري يقود سيارة مفخخة قبل وصوله إلى هدفه في حي الحدباء». وأكد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» اللواء نجم الجبوري، أن «داعش استهدف قواتنا ب13 عربة مفخخة أثناء عملية تحرير حي الحدباء، وبعد وصولها إلى حي الكفاءات. ووصلت إلى مسافة بضع مئات الأمتار من منشأة الكندي الإستراتيجية التي لا تقل أهمية عن جامعة الموصل والمنشآت الحيوية الأخرى». وكانت مخصصة لتصنيع وتطوير الأسلحة قبل سقوط النظام عام 2003. واعتبر خبراء أمنيون أن الهجمات الليلية التي شنها الجيش أخيراً شكلت «نقطة تحول» وساهمت في تقدمها وتشتيت وإرباك قدرات «داعش». ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر عسكرية قولها إن «سوء الأحوال الجوية أدت إلى توقف موقت للعمليات في معظم المحاور، فقد حجب الضباب الرؤية «، مشيرة إلى أن «القوات ستعاود هجومها مع تحسن الأحوال الجوية التي غالباً ما يستغلها التنظيم للتخفي».