كشف خبراء صحيون مشاركون في مؤتمر الحشود حدوث 48 ألف حال وفاة، جراء إصابات ضربات الشمس في بعض التجمعات البشرية. واعتبر الدكتور عبدالرزاق بوتشاما (في ورقة عمله في مؤتمر الحشود) ضربات الشمس من الحالات الطبية الطارئة الخطرة والشائعة أثناء الطقس الحار، خصوصاً في المواسم كالحج، نتيجة التعرض المباشر أو غير المباشر لأشعة الشمس ما يجعل الجسم يفشل في المحافظة على درجة الحرارة الطبيعية وبالتالي ترتفع ارتفاعاً شديداً عن المعدل الطبيعي وتتفاقم المشكلة وتؤدي في النهاية إلى الإصابة بضربة الشمس التي تلحق الضرر بخلايا المخ بشكل مفاجئ وقد تحدث إعاقة مستديمة أو وفاة. وواصل بوتشاما حديثه في هذا الشأن: «تختلف ضربات الشمس ودرجاتها ما بين الخفيفة والمتوسطة والحادة وأخطرها الأخيرة التي تخل بوظائف الجسم بصورة كبيرة، ما يتطلب التدخل السريع لعلاج الإصابة ورعاية المريض بصورة مستمرة حتى تستقر حاله وتعود وظائف الجسم إلى طبيعتها وهو ما يتم التركيز عليه من العاملين في القطاع الصحي، عكس الحالات الخفيفة التي تتم معالجتها سريعاً. وقال: «إن التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس الحارة يتسبب في إيقاف شبه كامل لعمل أجهزة تنظيم الحرارة في الجسم، ما يؤدي إلى تعطيل عملية تبريد الجسم ويصل بحرارة الجسم إلى 40 درجة أو أكثر، إذ تنعدم بسببها القدرة على التعرق، وبالتالي يحدث جفاف في الجلد والأغشية المخاطية واختزان الحرارة في الجسم ويتطور الأمر إلى حد موت الخلايا العصبية في المخ الذي ربما يؤدي إلى إحداث عاهات دائمة أو الوفاة». وأضاف: «إن موسم الحج من المواسم التي يمكن أن تقاس عليها حالات الإصابة بضربات الشمس بشكل كبير، خصوصاً أنها مناسبة دينية تتم في منطقة مكشوفة يكون خلالها التعرض لأشعة الشمس بصورة مباشرة وفترات طويلة، كما أن حركة الحجاج وتنقلاتهم بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تكون بصورة بطيئة ما يفاقم من مشكلة ضربات الشمس ويزيد من ارتفاع عدد المصابين». وأشار إلى أن الإجهاد الذي يتعرض له الحجاج وكثرة فقدان الماء والأملاح في الطقس الحار يؤدي إلى ازدياد كثافة ولزوجة الدم وهذا بدوره يؤدي إلى الإصابة بتجلط الدم في الشرايين التاجية وشرايين المخ، ويزداد هذا الخطر مع وجود تصلب في الشرايين لدى مرضى القلب والسكري وكبار السن، وتزداد نسبة حدوث هبوط القلب والذبحة الصدرية لديهم. وأبان الدكتور بوتشاما أن الإحصاءات العالمية تظهر وفاة 48 ألف شخص سنوياً حول العالم بضربات الشمس، غالبية الحالات لا يتم الإبلاغ عن الإصابة بها من المصاب أو أسرته، أو تأخر نقل المصاب إلى مراكز الرعاية الصحية، وافتقار بعض المراكز الصحية أو عدم قدرتها على التعامل مع مثل هذه الحالات، خصوصاً في الدول الفقيرة. فيما تناول الدكتور روبرت ستفين في ورقة عمله «موضوع الوفاة الجماعية بين الحشود البشرية»، قال: «إن الأمراض المعدية ليست هي السبب الأول في ارتفاع عدد الوفيات في العالم خصوصاً بين الحشود الكبيرة، بل إن هناك أسباباً أخرى منها الحروب والكوارث الطبيعية والإرهاب والبيئة التي يعيش فيها الإنسان». وأشار إلى أن بعض الفعاليات والمناسبات حدثت خلالها وفيات كبيرة بسبب التجمعات البشرية مثل ما حصل في العاصمة الكينية نيروبي، نتيجة التدافع خلال مباراة لكرة القدم أدى إلى وفاة 13 متفرجاً، والمناسبة الأخرى في ألمانيا خلال أحد المهرجانات التي أدت إلى وفاة 21 شخصاً بسبب التزاحم.