نظمت مكتبة ديوان الزمالك في القاهرة أخيراً، حفلة توقيع وندوة لمناقشة رواية «رغم الفراق» الصادرة عن الدار العربية للكتاب حديثاً للكاتبة والروائية السعودية نور عبدالمجيدعبدالمجيد أكدت في الكلمة التي ألقتها خلال الحفلة، التي شارك فيها الكاتب سمير عبدالقادر والكاتبة ناهد حمزة والكاتب عصام الغازي والإعلامية آمال فهمي، أن الحركة الأدبية في السعودية تشهد صحوة نسائية غير مسبوقة، وأن المرأة السعودية أصبحت فعلياً تشارك في رسم مستقبل بلادها، «مما لا شك فيه أنه توجد نهضة وصحوة نحو القراءة والكتابة على المستوى العربي، وهذا قد يعطينا بارقة أمل بأن تتغير الأوضاع في المجتمعات العربية بشكل عام، أما بالنسبة للسعودية فمن دون شك أنه توجد الآن صحوة أدبية عموماً، وأن ثمة صحوة نسائية ملحوظة في المجالات كافة، وليست على المستوى الأدبي فقط. المرأة السعودية الآن موجودة بقوة وأصبحت فعلياً تشارك في رسم مستقبل جميل لبلادها. هناك سعوديات كثيرات بدأن يفرضن أنفسهن بقوة على الساحة الأدبية والثقافية، وأتعشم أن أنضم إلى هذا الحركة، لنصلح ما يمكن إصلاحه في عالم الكتابة والأدب». وتابعت: «رغم الفراق الرواية الثالثة في مسيرتي الأدبية، وهي بالنسبة لي مولدي الحديث الذي أعتز به كثيراً، خصوصاً بعد الصدى الجميل الذي تركته لدى من قرأوها، الأمر الذي يجعلني في ما بعد أكثر حذراً وحرصاً عند ممارسة فعل الكتابة». وعن الأجواء التي تدور حولها الرواية قالت عبدالمجيد: «البعض استغرب كيف رصدت في الرواية، على رغم هويتي السعودية، البيت والحارة المصرية وأماكن عدة في مدينة المنصورة القاهرية، في أعمالي لا أستطيع التحدث عن أماكن لم أزرها ولا عن شخصيات لم أتوحد معهم، لذا سافرت إلى مدينة المنصورة، شاهدت شوارعها ورأيت كل شخوص الرواية الذين تعاملت معهم وشعرت بهم، ولكي أتحرر من سطوتهم عليّ لم يكن أمامي حل إلا أن أضعها على الورق». وعن مساحة التداخل بين الواقع والخيال في أعمالها: «أمزج بين الواقع والخيال حتى يتداخلا تماماً ليصبحا في قالب واحد لدرجة أنني أكاد أصدق أن الخيال الذي أخطه على الورق أصبح واقعاً حقيقياً وأن الواقع ما هو إلا محض خيال». وفي إشارة إلى ما عرضت له الرواية حول شخصية الإنسان المسلم في أوروبا ونظرة الغربيين للإسلام قالت عبدالمجيد: «عندما اخترت عايدة الشخصية المحورية في «رغم الفراق» أن تكتب حكايتها، قالت عن نفسها في مستهل الرواية، المسلمة التي عشقت بريطانيا وهي أرادت بهذا أن تقول إن الإسلام علمها الحب، علمها العشق. الإنسان المسلم في رأيي هو الإنسان المسلم سواء عاش في أوروبا أو أميركا أو مصر أو السعودية». ورفضت عبدالمجيد تلك النظرة القاصرة لكتابات المرأة والتي تصفها بأنها ما زالت تكتب أمام مرآتها وأنها لا تُعنى إلا بالخاص ولا تلتفت للعام، «الإنسان عندما يمسك بالقلم ليكتب يجب عليه أن ينسى تماماً كونه رجلاً أو امرأة وأن يتذكر فقط أنه إنسان، فإذ ما توافرت لديه هذه القدرة فإنه حتماً سيكتب بمشاعر الإنسان حتى يبدع ويصل إلى القلب. الأديب الصحيح أو السليم في رأيي يكتب بحس وصدق وعقل بعيداً من الهوية أو الجنس»، كما استنكرت على النقاد تعاملهم مع النص الذي تكتبه المرأة على نحو خاص، «اعتقد أن الناقد الذي يستحق أن يطلق عليه لقب ناقد هو من يتعامل مع الورق، بغض النظر عن جنس كاتبه. بعض النقاد يتعاملون مع شخوص وليس مع نصوص». وأرجعت عبدالمجيد السبب في أن غالبية النساء في أعمالها يتعرضن للظلم وأنهن يعانين كثيراً وأن معاناتهن لا تنتهي، ذلك أنها ترى أن الإنسان العربي عموماً سواء كان رجلاً أو امرأة يعاني كثيراً. «وإن كنت أظن ان المرأة العربية ما زالت تعاني وما زالت تحاول أن تثبت أنها موجودة وأنها قادرة على العطاء، خصوصاً في ظل الحديث عن الكتابة النسوية وانشغال المرأة بذاتها. لا أنكر أن المرأة في كتاباتي تعاني لكنها تقاوم، وأتمنى أن يغير الأدب من هذه الأوضاع وأن يجعلها في إطار أفضل مما هي عليه الآن». والروائية نور عبدالمجيد سعودية حاصلة على ليسانس الآداب من جامعة أم القرى وعلى دبلوم في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس في القاهرة، وشغلت منصب مسؤول تحرير مجلة «مدى» السعودية لمدة عامين ومنصب مساعد رئيس تحرير مجلة «روتانا» لمدة عام واحد. ولها الآن زاوية ثابتة في مجلة «كل الناس»، وصدر لها من قبل ديوان بعنوان «وعادت سندريلا حافية القدمين» ورواية «نساء ولكن» ولها تحت الطبع رواية «أريد رجلاً».