دافع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي مجدداً عن سلوك الكوماندوس البحري الإسرائيلي لدى اعتراضه الدموي قافلة السفن التضامنية مع قطاع غزة نهاية أيار (مايو) الماضي وقتل تسعة من ركابها، وقال إن القرار الذي اتخذه سلاح البحرية لاعتراض القافلة وتصرف الجنود «كان معقولاً»، معتبراً قيام جنود بسرقة ركاب السفن «حدثاً شاذاً»، وان من قام بهذه الفعلة «أعشاب ضارة». وأدلى أشكنازي بأقواله هذه أثناء إفادته أمام لجنة الفحص الإسرائيلية برئاسة القاضي المتقاعد يعقوب تيركل، وهي الإفادة الثانية له أمامها. ودعا المنتقدين عملية اعتراض السفن إلى اقتراح حلول أفضل. ودافع أشكنازي عن قرار سلاح البحرية إنزال جنود من المروحيات العسكرية وبالحبال على متن إحدى سفن «اسطول الحرية»، وقال إن القرار اتخذ بناء على افتراض بأن على متن السفينة 10 الى 15 ناشطاً سياسياً «واعتقدنا أن من خلال إنزال 15 جندياً يمكن أن نسيطر عليهم، وبنظرة إلى الوراء فإن الفرضية كانت معقولة». وأضاف: «مع ذلك، علينا تحسين هذه النقطة في المرة المقبلة، حتى إن اضطررنا إلى استخدام مزيد من القوة». ورداً على سؤال لعضو اللجنة هل كان إنزال الجنود وتعريض حياتهم للخطر لمواجهة الناشطين صحيحاً، قال أشكنازي: «من لديه اقتراح آخر فليتقدم به... أقول بصدق لا يوجد إجماع على الحل الأمثل لاعتراض القافلة... لو توافر ما ترددنا... لدينا علاقات حميمة مع جيوش أخرى ولم نسمع منها حلول أخرى». وأفاد اشكنازي أن من التحقيقات التي أجراها الجيش في شأن عملية الاعتراض تبيّن ان الجنود أطلقوا 308 رصاصات حية و350 «رصاصة ملونة»، وأنه تم خطف أربعة قطع أسلحة من الجنود الإسرائيليين تم العثور لاحقاً على اثنتين منها فيما يبدو أنه تم قذف القطعتين الأخريين إلى البحر. وأضاف أن التقديرات هي أنه كان في حوزة الناشطين سلاح خاص بهم «إذ تم إطلاق الرصاص على الجندي الثاني الذي تم إنزاله وإصابته في بطنه قبل أن تُختطَف أي قطعة سلاح». وقال اشكنازي لأعضاء اللجنة إن الجيش نقل إليها كل التحقيقات الداخلية «بأدق التفاصيل» وإنها شملت التحقيق مع الجنود الذين شاركوا في اعتراض القافلة. وأضاف أن التحقيقات «عززت اعتزازي بالجنود، كما اكدت الاستنتاجات بأن المشاركين تنظّموا في تنظيم عنيف، وأن الرد الإسرائيلي كان معقولاً ومدروساً». وقال أشكنازي أن الجنود لم يطلقوا النار فور إنزالهم على متن السفينة، وبهذا عرّضوا حياتهم إلى الخطر... حتى ان أحدهم تعرض للخنق فاضطر إلى قذف قنبلة صوتية ليخلّص نفسه... والجنود تصرفوا في الشكل المناسب والمنضبط ولم يمسوا من لم تكن حاجة للمس به». وأبلغ تيركل رئيس هيئة الأركان اعتزام اللجنة استدعاء ضباط كبار آخرين للإدلاء بإفاداتهم «إذا اقتضت الضرورة»، بينهم قائد سلاح البحرية ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، مع العلم أن اشكنازي كان رفض قبل أسابيع مثول الضابطين الكبيرين أمام اللجنة تفادياً لتعريضهما لمخاطر إفادتيهما. وعن قيام جنود شاركوا في العملية بسرقة الركاب، قال اشكنازي: «هؤلاء أعشاب ضارة مست بصورة الجيش، وسنعالج الموضوع بشدة ونستنفد الإجراءات الشديدة»، داعياً أعضاء اللجنة إلى قراءة ما كتبه صحافي تركي كان على متن السفينة بأن الجنود الإسرائيليين «تعاملوا في شكل طيب مع الركاب». الى ذلك، صرح رئيس لجنة المتابعة العليا العربية في اسرائيل محمد زيدان الذي كان على متن سفينة «مافي مرمرة» التي هاجمتها اسرائيل، انه الزم المثول امام لجنة «تيركل» للإدلاء بإفادته الاثنين. وقال لوكالة «فرانس برس»: «دعتني لجنة تيركل في البداية للإدلاء بشهادتي، لكني رفضت وأرسلت لهم رسالة وضحت لهم رفضي الإدلاء بشهادتي، الا انهم ألزموني بالحضور الاثنين (اليوم) الى مدينة القدس لتقديم شهادتي». وأضاف: «أوضحت لهم في رسالتي انني لا اريد التعامل مع هذه اللجنة لأنها معينة من الحكومة التي تعتبر طرفاً، ولأنه لا توجد لها صلاحيات، ومن ناحية سياسية وجودها غير منطقي، وانا أراها فارغة المضمون وتوصياتها غير مقبولة». وتابع: «مع ذلك، ارسلوا لي رسالة بأنه بحسب القانون بإمكانهم جلبي وألزموني بالحضور للشهادة، انا ورئيس الحركة الاسلامية فرع الجنوب الشيخ حماد ابو دعابيس».