زاد اهتمام الصحافة السعودية بالقاضي المتهم بالفساد بعد قوله إنه مسحور. القاضي متهم بالمشاركة في قضايا فساد «عقارية» بمئات الملايين في مدينة المصطفى عليه وآله أفضل الصلاة والسلام، وقد اتهم الوسيط بعمل سحر له. وما يهمنا هنا هو إمكان إثبات تأثير السحر في القضايا الجنائية وهل يؤخذ به. فمع دخول قاضي المدينة في هذه المنطقة الرمادية تساءل الناس عن جزئية أدلة الإثبات من عدمها، فهل إذا وجد المحقق لفائف شعر وطلاسم في مكتب أو منزل القاضي، مثلاً يكون ذلك دليلاً كافياً على السحر، وبالتالي انعكاس ذلك على جملة القضية؟ أو بعد قراءة الرقية الشرعية نطق المدعى عليه بصوت مختلف أو بلغة مختلفة أثبت هذا أنه مسحور وخاضع لتأثير مَن سحره؟ ولقد سألت بعض المختصين فأكدوا عدم أخذ القضاء به على رغم شيوع تعاطف الناس مع مَن يقول إنه مسحور، وعلى رغم وجود انطباع عام أنه يؤخذ به. وبحسب ما فهمت، فإن التجريم يقع على ممارسة أعمال السحر ولا ينظر إلى الادعاء بتأثيرات له - القاضي على سبيل المثال - نتجت منها جرائم أخرى مثل «ترتيب» صكوك بمئات الملايين. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لديها لجنة أو فريق خاص بمتابعة السحرة، وكثيراً ما ظهرت برامج عنها في التلفزيون السعودي مع صور عن طلاسم وغيرها وجدت في أماكن كدليل على أعمال سحرية، هي في حد ذاتها تعتبر جريمة. الصحافة التي اهتمت بالقاضي المتهم بالفساد. لم تعطِ درجة الاهتمام نفسها أو ربعها لقضية مشابهة، وإن اختلفت التفاصيل والمقامات، فليس فيها مئات الملايين ولا يدور الاتهام فيها على قاضٍ. نشرت الصحف لمرة واحدة قضية امرأة من «الشرقية» اتهمت «مشعوذاً»، وقيل «راقياً» بالسيطرة عليها و «سحرها» واغتصابها. ظهرت السيدة في صورة وأمامها صينية مليئة بخصلات الشعر، وطالبت بقتل المتسبب، في حين ادّعى الأخير أنه على علاقة بها، وحكم عليه بالسجن شهوراً مع الجلد. فإذا استطاع محامي قاضي الملايين أو الراقي الذي قيل إنه قرأ عليه إثبات أنه مسحور يمكن الاستفادة من الدلائل والإثباتات في قضية هذه المرأة. www.asuwayed.com