أحبطت السعودية عملية إرهابية وشيكة لم يحدد موقعها، بضربة استباقية أمس بحي الياسمين (شمال الرياض)، أودت بإرهابيين خطرين ينتميان إلى تنظيم «داعش»، أحدهما صانع متفجرات للتنظيم، من بينها كميات استخدمت في استهداف المسجد النبوي وجامع قوات الطوارئ في عسير 2015. وقال المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي: «إن الجهات الأمنية، ومن خلال أدائها مهماتها وواجباتها في مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصره وكشف مخططاتهم والإطاحة بشبكاتهم وإحباط عملياتهم، التي يستهدفون بها أمن البلاد واستقرارها، تمكنت من رصد المطلوب الخطر طايع بن سالم بن يسلم الصيعري (سعودي)، لدوره في صناعة أحزمة ناسفة نُفّذ بها عدداً من الجرائم الإرهابية، مختبئاً في منزل يقع في حي الياسمين شمال الرياض، ومعه الإرهابي طلال بن سمران الصاعدي (سعودي)، واتخاذهما المنزل وكراً إرهابياً لصناعة المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة». وقال التركي في مؤتمر صحافي عقده أمس (السبت) في الرياض، إن السعودية تعرضت لأكثر من 30 عملية إرهابية خلال عامين، 16 منها في 2016 «صنف نصفها على أنها فاشلة». وقال في شأن متصل عن المناصحة: «هناك نسبة تصل إلى 15 في المئة لا ينفع معها برنامج المناصحة، بينما ال85 الباقية تعيش حياة مستقرة، وكثير منهم يساهمون في تزويد رجال الأمن بكل ما يتوافر لهم من معلومات أو محاولات للتواصل معهم من رفقاء السوء، وهذا لا يؤثر على برنامج المناصحة بأي شكل كان».(للمزيد). وعن عملية حي الياسمين التي شهدت أمس مقتل إرهابيين، قال: «طايع الصيعري كان من ضمن المطلوبين للجهات الأمنية، وسبق أن أعلن عن اسمه ضمن قائمة المطلوبين منذ عام تقريباً مع 8 آخرين منذ بداية التحقيقات، وهو من ضمن من شاركوا في تفجير مسجد قوات الطوارئ في عسير في 1436 ه، (كان مبتعثاً أيضاً إلى نيوزيلندا قبل انضمامه للتنظيم الإرهابي) وكان بمعيته شخص آخر، ونظراً إلى ما هو معروف عن المطلوب طايع من خطورة، خصوصاً أنه يعد خبيراً في تصنيع السترات، التي تستخدم في تنفيذ العمليات الانتحارية الإرهابية، وتجهيز المواد المتفجرة، ومن يتم تجنيدهم لتنفيذ العمليات الانتحارية وتدريبهم عليها، فقد حرصت الجهات الأمنية على تطويق الموقع، واتخاذ الاحتياطات، لضمان عدم تعرّض السكان أو المارة لأي خطر قبل الشروع في مداهمتهم، ولكن الإرهابيين بادرا في محاولة للهرب بإطلاق النار بكثافة، وكانا يرتديان حزامين ناسفين، ونتيجة لتبادل إطلاق النار أُصيب أحد رجال الأمن، ونقل للمستشفى، فيما تمكّن رجال الأمن من قتل المطلوبين بعد كل النداءات التي وجهت لهما لتسليم نفسيهما». وأكد أن المضبوطات التي تم تحريزها لديهما تبيّن مدى خطورة ما كان المذكوران يخططان للإقدام عليه من عمل إجرامي، خصوصاً أن الإرهابي طايع الصيعري يُعد خبيراً يعتمد عليه تنظيم «داعش» الإرهابي في صناعة الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، وتجهيز الانتحاريين بها وتدريبهم عليها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، التي كان منها عملية استهداف المصلين في مسجد قوة الطوارئ بعسير بتاريخ 24-10-1436ه، والعمليتان اللتان جرى إحباطهما بتاريخ 29-9-1437ه، وكانت الأولى في المواقف التابعة لمستشفى سليمان فقيه، فيما استهدفت الثانية بكل خسة ودناءة المسجد النبوي الشريف.