يتفوق البشر بمزاياهم البيولوجية على الأسماك والبرمائيات، إذ يمتلكون العقل والقدرة على النطق وغيره، لكن هذه الحيوانات تمتلك ميزة تتفوق علينا فيها، وقد يتمنى بعضنا أن يمتلكها، ألا وهي خاصية التشافي من الجروح من دون ترك ندبات، والتي أظهر بحث حديث أنه من الممكن أن الاستفادة منها لإزالة الندبات من أجسام البشر يوماً ما باستخدام خلايا بصيلات الشعر. وذكر موقع «فوكاتيف» الألماني أن هذه الكائنات قادرة على تجديد الأنسجة التالفة، لكن تبقى الندبات على جلد البشر، خصوصاً إذا كان الجرح كبير الحجم. وأشار الخبراء إلى أنه عندما يصاب أحد الحيوانات بجرح، فإن خلايا تُعرف باسم الأرومات الليفية العضلية تعمل على إصلاح جلده التالف عبر إمداده بالمزيد من الكولاجين والبروتين اللذين تتكون منهما أنسجة الجلد. ويعمل الكولاجين الإضافي على تقوية الجلد، لكنه يفتقد إلى مرونته العادية والغدد العرقية وبصيلات الشعر. وعندما يكون الجرح بسيطاً، فإن الأرومات الليفية العضلية تموت تاركةً وراءها جلداً صحياً، وهذه العملية لا تحدث مع البشر عندما يكون الجرح كبيراً، ما يترك الندبات والأضرار الدائمة للجلد والخلايا الدهنية. ولفتت مجموعة من الباحثين في جامعة بنسلفانيا إلى أنهم توصلوا إلى طريقة للقيام بهذا الأمر عبر تجربة أجروها على الفئران، إذ أنهم وضعوا تلك الخلايا في عملية تهدف إلى تعزيز وتحويل خلايا الأرومات الليفية العضلية إلى خلايا دهنية، وهو إجراء ضروري لإصلاح الجلد بالكامل، فوجدوا أن تلك الطريقة صالحة، لكن فقط عندما تُربط الخلايا مع بصيلات الشعر. ويمكن أن تكون بصيلات الشعر عاملاً مهماً في هذه العملية، لأنها تتكون من زوجين من البروتينات التي تعمل على إعادة برمجة الأرومات الليفية العضلية لتصبح خلايا دهنية، وتفتقر أنسجة الندبات لدى البشر إلى بصيلات الشعر، الأمر الذي ربما يجعلها سبباً كبيراً وراء عدم تجدد الخلايا عقب حدوث جرح كبير. وكرر الباحثون التجربة على خلايا بشرية، ما يشير إلى أن استنتاجاتهم لا تقتصر فقط على الفئران وتعطي أملاً في إمكان استخدام هذه الميزة يوماً ما لمحو الندبات من أجسام البشر.