دعا ملتقى علمي إلى ضرورة اتباع أحدث السبل في التعامل مع الأزمات «وقاية، ومواجهة، وعلاج»، وأهمية توظيف التقنيات الحديثة واستخدامها في مراكز إدارة الأزمات والكوارث لتطوير الأداء مهنياً وفنياً، فضلاً عن الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والهيئات والمنظمات الدولية في هذا المجال، وذلك لتطوير الأساليب الحديثة في جمع واستحضار وتحليل معلومات الأزمات لدعم نظم القرار الأزموي. وأشارت التوصيات الصادرة عن الملتقى العلمي «نحو منهجية علمية للتعامل مع الأزمات والكوارث»، الذي نظمه مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في جنيف بالتعاون مع عددٍ من المنظمات والمفوضيات الدولية والجهات المشاركة، إلى أهمية الاطلاع على المؤشرات العلمية والنماذج المطبقة في عملية استشراف الأزمات وتوقع حدوثها، وذلك للوقاية منها والاستعداد لمواجهتها ومعالجة آثارها، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب بين مراكز الأزمات في الدول العربية، من خلال عقد لقاءات علمية دورية وتنظيم المؤتمرات والزيارات لتيسير نقل المعرفة بين المراكز العربية ومد الجسور مع الدول المتقدمة للاستفادة من تجاربها الحديثة في هذا المجال. وطالب المشاركون في الملتقى بتصميم وإنشاء قاعدة بيانات في مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، تتضمن بيانات ومعلومات ما يحدث من أزمات وكوارث على المستوى الإقليمي والدولي وقوائم بالخبراء في هذا المجال، لاستفادة الأجهزة العربية منها والعمل على إنشاء موسوعة علمية خاصة بالأزمات والكوارث في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، لتكون في متناول الباحثين والممارسين. فيما أشاروا إلى ضرورة إبراز أهمية العمل الإنساني أثناء الأزمات والكوارث، وجهود المنظمات الإقليمية والدولية، وأهمية رسم خطوات منهجية لتلك الأعمال وتأطير ذلك من خلال المناهج العلمية للاستفادة منها في التعامل مع الأزمات والكوارث من أجهزة الحماية المدنية في الدول العربية. في حين نوه الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني الدكتور فيلاديمير كوفشنوف بجهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في تحقيق الأمن والسلم الدوليين ومواجهة الأزمات والكوارث، مؤكداً أن الجامعة أضحت اليوم منبراً دولياً للعلوم الأمنية والحماية المدنية، بمواكبتها التطور العصري والتغير المستمر للأحداث، وأن المنظمة الدولية ستسعى لتوطيد التعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لتطوير وتعزيز البرامج المشتركة المعنية بتدريب وتأهيل القادة والكوادر المتخصصة للدفاع المدني عبر العالم. كما أشادت المنظمات الدولية والدول المشاركة بالعلاقة الاستراتيجية والمميزة بين جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، التي انعكست على نجاح المناشط المشتركة والتأكيد على أهمية دعم وتكثيف اللقاءات العلمية والأنشطة المتبادلة بينهم في مجال الأزمات والكوارث لتحقيق الاستفادة للأجهزة المعنية في الدول العربية. ويأتي تنظيم الملتقى، ليؤكد جهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال إدارة الأزمات من خلال تنظيم المؤتمرات والملتقيات العلمية والندوات لبحث السبل والآليات التي تحد من وقوع الأزمات، وتساعد في مواجهتها والتعامل مع آثارها، وإصدار الدراسات والأبحاث، إضافة إلى إعداد أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير في علم إدارة الأزمات، وتوجت الجامعة هذا الجهد بإنشاء مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا ليعني بتوثيق الكوارث والأزمات وإعداد الدراسات في مجالاتها ورصد مؤشرات التنبؤ بحدوثها. ويعد المركز، الذي يضم قسم الدراسات والتوثيق وقسم التحليل والاستشراف وقسم التقنيات والمشبهات وقسم البرامج التطويرية، واحداً من المراكز الفاعلة على المستوى العلمي، نظراً لما تمثله إدارة الأزمات من أهمية كبرى في التعامل مع الأحداث بمستوياتها وأنواعها المختلفة، ولما يمثله تدريب القيادات العليا من أهمية تنعكس على التعامل مع الأحداث والأزمات وفق معايير مدروسة، كما يتولى المركز تقديم الاستشارات الإدارية والتقنية لصناع القرار في الدول العربية، وتنظيم لقاءات القيادات العليا في المواضيع التي تعنى بالأوضاع الطارئة واستشراف المستقبل.