في خطاب هو الأول لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من على منبر فلسطيني - أميركي منذ توليها المنصب، أكدت كلينتون قناعتها المستمرة بإمكان التوصل الى اتفاق سلام في إطار حل الدولتين «وعلى حدود 1967 وبتبادلات متفق عليها»، وأعلنت أن المبعوث الأميركي جورج ميتشل سيعود الى المنطقة قريباً، في وقت عكست أجواء العاصمة الأميركية توقع الإدارة تنازلاً مرتقباً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موضوع تجميد الاستيطان يمهد للعودة للمفاوضات المباشرة. ومن منبر الاحتفال السنوي ل «فريق العمل الأميركي حول فلسطين»، توجهت كلينتون بخطاب محوري أعاد تأكيد الخطوط العريضة الأميركية في عملية السلام والتي تنطلق من اعتماد المفاوضات كسبيل وحيد للسلام وأن «لا بديل عن ذلك»، والتطلع نحو دولة فلسطينية على «حدود 1967 وبتبادلات متفق عليها». وأكدت كلينتون التي أشادت بإنجازات الفلسطينيين في الاغتراب وفي الولاياتالمتحدة «من شعراء وجنود ومسرحيين»، أن «هناك فرصة ويجب أن نقتنصها... إدارة (باراك) أوباما لن تدير ظهرها على شعب فلسطين أو إسرائيل، وسنتابع العمل وبإذن الله نحو السلام». وإذ حذرت كلينتون التي عاصرت المسار التفاوضي منذ كانت سيدة أولى في التسعينات، من عدم وجود «وصفة سحرية» لاجتياز المأزق في شأن مفاوضات السلام، غير انها قالت انه يمكن مع ذلك التوصل إلى اتفاق ببذل جهود جادة. وأوضحت: «لا يمكنني أن أقف هنا اليوم، وأقول لكم انه توجد وصفة سحرية اكتشفتها ستؤدي الى اجتياز المأزق الراهن. لكننا نسعى كل يوم الى إيجاد الظروف المناسبة لاستمرار المفاوضات ونجاحها». وقالت إن نتانياهو والرئيس محمود عباس ما زالا ملتزمين حل الدولتين على رغم خلاف ينذر بإفساد محادثات السلام التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة بعد أقل من شهرين من إطلاقها. وأضافت: «المفاوضات ليست سهلة، لكنها ضرورية للغاية، وتأجيل القرارات أسهل دائماً من اتخاذها». وأعلنت أن ميتشل سيعود الى المنطقة قريباً، في وقت عكست أجواء الإدارة الأميركية ترقب تنازل من نتانياهو في موضوع تجميد الاستيطان يمهد لمتابعة المفاوضات. وعلى رغم العراقيل الأخيرة، يثابر أركان الإدارة بين جهود دنيس روس في البيت الأبيض وميتشل في وزارة الخارجية من أجل تخطي المأزق، وتجدد قناعتها بأنه ما زال بالإمكان التوصل الى إطار اتفاق سلام مع نهاية العام المقبل. وأكدت كلينتون أنه يجب على إسرائيل أن تفعل المزيد لتخفيف الحصار الاقتصادي لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس»، ودانت بشدة تسريب السلاح الى «حماس» و«حزب الله». وأشادت بجهود الدول العربية لبناء الإطار لدولة فلسطينية في المستقبل، قائلة إن تحسين نظام الإدارة العامة يساعد على خلق بيئة مواتية لتعزيز النمو والاستثمار. لكنها أضافت إن الدولة الناشئة ستحتاج الى مزيد من المساندة، خصوصاً من العالم العربي الذي تخلف عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في تقديم التمويل. وقالت: «إن جعل دولة فلسطين واقعاً يتطلب أكثر من مجرد كلمات المساندة». وجرى في الحفلة تكريم شخصيات فلسطينية - أميركية، بينها الكولونيل المتقاعد بيتر منصور، والشاعرة نعومي شهاب ناي، والفنانة بيتي شامية ورجل الأعمال غسان سلامة. وشمل الحضور فعاليات كبيرة من الإدارة الأميركية، بينها مستشاري البيت الأبيض دان شابيرو وبونيت تالاوار ومارا رودمان مساعدة ميتشل، وعدد من السفراء العرب والأجانب بينهم السفير السعودي عادل الجبير واللبناني أنطوان شديد والمصري سامح شكور والفلسطيني معن عريقات.