قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الأربعاء، إن الهجوم الذي تشنه فصائل سورية بدعم من أنقرة لانتزاع السيطرة على بلدة الباب السورية من قبضة تنظيم «داعش» سينتهي قريباً. وقال في كلمة بثها التلفزيون إنه عازم على تطهير مناطق أخرى في سورية من بينها بلدة منبج خلال عملية «درع الفرات» التي تساندها تركيا. وتقع منبج على بعد 30 كيلومتراً شرق الباب، وهي تخضع منذ شهور لسيطرة فصائل «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأميركيين والتي نجحت في الصيف الماضي في طرد «داعش» منها. في غضون ذلك، حذّرت أنقرة الأربعاء بأن الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار في سورية تهدد بتقويض مفاوضات السلام المقرر إجراؤها في كازاخستان، داعية طهران إلى الضغط على دمشق والقوات الداعمة لها لوقفها. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول الموالية للحكومة، إن تركيا تعمل مع روسيا على فرض عقوبات على من ينتهك اتفاق وقف النار الذي توسطت فيها أنقرة وموسكو. وقال جاويش أوغلو في تصريحاته إن «مفاوضات آستانة قد تتعثر إذا لم نوقف الخروق المتزايدة» لوقف إطلاق النار الساري منذ منتصف ليلة الخميس الماضي في سورية بموجب اتفاق روسي- تركي. واضاف: «نرى خروقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية، وعناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري هم من يقوم بها». ودعا إيران، الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد و «حزب الله»، إلى «القيام بما يمليه عليها ضمانها لاتفاق وقف إطلاق النار، وعليها إظهار ثقلها والضغط على الميليشيات الشيعية والنظام السوري». وفي نيويورك («الحياة»)، أكدت الأممالمتحدة أن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا لن يشارك في محادثات آستانة، وكذلك لن يشارك فيها ممثل عن مكتبه، لكن الأممالمتحدة «يرجّح أن تكون ممثلة بموظف لم تحدد رتبته بعد». وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق إن دي ميستورا لا يزال عازماً على عقد جولة المحادثات في جنيف في موعدها المقرر الشهر المقبل، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن «لائحة المدعوين لم تعلن بعد، وهو أم سنعلنه قبيل انطلاق جولة المحادثات». وقال ديبلوماسي مطلع إن دي ميستورا «أجرى مشاورات مع المسؤولين الروس في شأن تمثيل الأممالمتحدة في محادثات آستانة، وتقرر أن الأممالمتحدة ستكون حاضرة فيها، لكن تحديد مستوى التمثيل أمر سيتم البت به قريباً». إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أنس العبدة والمنسق العام ل «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض حجاب أمس في الدوحة. وقال «الائتلاف» في بيان إن الاجتماع الذي حضره أمينه العام عبدالإله فهد ورئيس «الحكومة السورية الموقتة» جواد أبو حطب بحث «المستجدات السياسية والميدانية، ووضع المناطق المحاصرة والهجوم المستمر من قبل النظام والميليشيات الإيرانية على وادي بردى». وتابع أن الاجتماع ناقش أيضاً «عمل الهيئة العليا للمفاوضات، وتم التأكيد على تكامل العمل بين الائتلاف الوطني والهيئة العليا والجيش السوري الحر».