أحرص كثيراً على متابعة البرامج الرياضية المباشرة في عدد من القنوات الفضائية، ويشدني ذلك البرنامج الذي يتسم بالموضوعية، والجرأة في الوقت ذاته والإعداد الجيد، وأهم من ذلك الحضور الذهني لمقدم البرنامج وانتقائه للأسئلة، مع إلمامه بطبيعة الضيف أو الضيوف والسيرة الذاتية لهم. هذه في اعتقادي بوابة النجاح لأي برنامج رياضي وغير رياضي، ولكن طالما أن المساحة تتعلق بالرياضة، فإن غالبية البرامج الرياضية لا تهتم بهذه الأساسيات للعمل، فتجد أن البرامج لا تختلف عن بعضها البعض، إلا في المسمى فقط، أما الرؤية والفكرة فهي متشابهة في أكثرها، للدرجة التي لا يمكنك أن تميز برنامجاً عن الآخر..! وعلى مستوى البرامج في القنوات الخليجية الرياضية، يعجبني كثيراً برنامج «الدليل القاطع» الذي تبثه القناة الرياضية السعودية، ويقدمه الزميل المتألق بدر الفرهود، فهذا البرنامج يعتبر واحداً من البرامج الرياضية القليلة التي تتميز بالإعداد الجيد المختلف عن كثير من البرامج، وهو ما جعله يبدو مختلفاً اسماً وهوية وطرحاً. ومن الواضح أن كثيراً من البرامج الرياضية الأخرى لا تهتم بالإعداد، ولا تحرص على الحدث، ولا يعنيها من يكون الضيف، بقدر اهتمامها بالديكور، و «هندام» مقدم البرنامج وابتساماته المتكررة، والتنقل بالكاميرا يمنة ويسرى، ضاربة بالمحتوى ورد فعل المشاهد عرض الحائط..! وليت بعض القنوات الرياضية تتوصل إلى «دليل قاطع» بأن تجربة برنامج «المجلس» من قناة الكأس القطرية لا يمكن استنساخها، ففكرة البرنامج ماركة مسجلة للقناة القطرية، وقد نجحت منذ سنوات في خطف المشاهد الخليجي وكسب ثقته، وهذا لم يتحقق إلا نتيجة وضوح الفكرة، ووجود إعلامي محنك يقود دفة الحوار، وهو الزميل خالد جاسم..! وقد تابعت في القناة الرياضية السعودية برنامجاً لم يكمل عامه الأول على ما أعتقد، وأعني برنامج «إرسال»، الذي يبث في فترة الظهيرة «30 : 1» ظهراً، وهذا التوقيت غير مناسب نتيجة وجود الناس في أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم، وليت القائمين على توزيع البرامج، يؤخرون موعد عرضه إلى الثالثة عصراً. ولا شك أن فكرة البرنامج على رغم أنها ليست جديدة، إلا أنها جيدة ومهمة، بحيث تضع المشاهد داخل الأحداث، من خلال استعراض لصحافة اليوم، وإن كنت أرى عدم جدوى وجود ضيوف في البرنامج، وتقليص وقته إلى النصف، والالتقاء بكتاب الأخبار، والمقالات داخل صحفهم «صوتاً وصورة»، فهذا يعطي للبرنامج التميز المفقود الآن..! ولا أعلم إلى متى ستبقى غالبية البرامج الرياضية مكاناً للصراخ، وفرصة لاستقصاد شخصيات وأندية بعينها، وتأجيج للخلافات والضرب من تحت الحزام، ومحاولة ل «تعرية» زميل لزميل آخر، وبمفهوم آخر باتت أستديوهات تسعى جاهدة لضرب الزملاء ببعضهم، ويا ليتها تتوقف لتحترم عقولنا. [email protected]