تجرّأ المقدم التلفزيوني في قناة «فوكس نيوز»، براين كيلميد وتحدث عن المسلمين بازدراء. أهان الدين الإسلامي، وعمّم صفة الإرهاب على جميع المسلمين في شكل فظ. «ليس كل المسلمين إرهابيين، ولكن كل الإرهابيين مسلمون». هكذا تكلم، ثم اعتذر، لكنه اعتذر ببساطة وكأنه سكب كوب ماء، قال: «حسناً أخطأت، لا أعتقد بأن كل الإرهابيين مسلمون. أنا آسف، إذا كنت أهنت أو آذيت مشاعر أي شخص. لكن هذا ما حصل». إدارة «فوكس نيوز» حاولت تخفيف هذه الإهانة، وقالت على لسان أحد مسؤوليها لموقع «هفنغتون بوست» الأميركي، ان كيلميد «كان يشير إلى المتطرفين الأصوليين الذين قتلوا الأميركيين في 11/9. واضح أن ليس كل الإرهابيين مسلمين وبراين سيوضح هذه النقطة عبر التلفزيون والإذاعة». لكن الاعتذار ليس كافياً، المطلوب من «فوكس نيوز» إبعاد براين فوراً من عمله، لا بد من طرده، تماماً مثلما أُبعِدت هيلين توماس، بعد ان قالت جملة أغضبت يهود أميركا. ومثلما أُبعِدت مقدمة «سي أن أن» الشهيرة أوكتافيا نصر التي عبّرت عن موقفها الشخصي من العلامة الراحل محمد حسين فضل الله. على القنوات الغربية أن تطبق على نفسها القانون الذي تطالبنا بتطبيقه. يجب أن يُعامِل الإعلام الغربي من يهين الإسلام، مثلما يعامل من يهين اليهودية والمسيحية. تركُ من يعتبر أن كل الإرهابيين مسلمون، تشجيع للأصوات الشاذة التي تحرّض على التمييز والعنف ضد الشعوب. الأكيد أن القس تيري جونز الذي دعا الى حرق مصاحف لا يمثل المسيحية، هو أحرج جميع المسيحيين في العالم، وشوّه صورتهم. كما أن بعض المسلمين المتطرفين الذي يشتم الأديان والمذاهب يشوّه صورة الإسلام، ووجود متطرفين على الجانبين يجب ألاّ يخلق حالاً من الاستنفار الكوني. في المقابل فإن ترك أصوات هؤلاء ترتفع من دون موقف أخلاقي، هو تشجيع للتطرف والحماقة. لذلك فإن التسامح مع مذيع قناة «فوكس نيوز» ربما شجع الأصوات الشاذة والمسكونة بالعنصرية والكراهية، فضلاً عن أن تجاهل خطورة فِعلته سيدفع بعضنا الى طرح سؤال: لماذا يهينوننا؟ رغم ان ما فعله لا يستدعي سؤالاً على هذا المستوى من التعميم. لكن تركه يعبث سيجعل هذا السؤال أمراً مشروعاً. اطردوه كي تهدأ خواطرنا.