بضع مئات من الأمتار كانت تفصل بين ميادة غزنوي وشقيقتها لبنى غزنوي المقتولة في حادثة الاعتداء الإرهابي على مطعم رينا بإسطنبول، إذا قررت لبنى تناول العشاء مع صديقاتها، والتي توفيت إحداهما معها في ذات الحادثة، وهي نور البدروي، في حين أصيبت الثالثة ولا تزال تتلقى العلاج في إحدى المستشفيات، في حين قررت شقيقتها الكبرى ميادة تناول عشاءها في المطعم المجاور لذلك المطعم. وقالت ميادة غزنوي ل«الحياة»: «في بداية الأمر سمعنا أصوات طلق ناري، وعندما سألنا العاملين في المطعم، أخبرونا أن هنالك أحداث شغب في الخارج، ومن ثم عرفنا أنها في المطعم الذي ذهبت إليه لبنى مع صديقاتها». وأضافت: «حاولت الدخول إلى المطعم، ولكن لم استطع، فالشرطة أغلقت جميع الشوارع المؤدية إلى المطعم، وحاولت الاتصال بها مرات عدة، ولكن تلفونها يرن ولا أحد يجيب». ميادة ظلت واقفة في الشارع أمام المطعم طوال ساعات الصباح الأولى، وهي على حالها تتصل بهاتف أختها وصديقاتها، وتحاول الدخول ولكن من دون جدوى، وزادت: «عند الساعة الثامنة صباحاً أخبرونا أن هنالك مصابين تم نقلهم إلى عدد من المستشفيات، وآخرين أخذوا لأخذ أقولهم كشهود عيان للحادثة، ولم أتخيل أن لبنى واحدة من الذين قتلوا، إذ بدأت البحث في المستشفيات التي نقلوا إليها المصابين، ولم أجدها هنالك». واستطرد بالقول: «كنت أظنها مع من ذهبوا مع عناصر الشرطة كشهود عيان، وهذا الإحساس دفعني إلى الذهاب إلى مقر الشرطة، التي ذهبوا إليه وهنالك لم أجدها، وبدأ الخوف والتوتر يسيطران عليّ لحين معرفتي بخبر وفاتها في ظهر يوم الأحد». بعدما عرفت بخبر وفاتها ذهبت إلى الطب العدلي لتأكد من جثمانها، إذ أصابتها رصاصات عدة في مواقع متفرقة من جسدها، وهو ما حدث مع صديقتها نور البدروي». مشيرة إلى أنها ستعود إلى السعودية برفقه الجثمان فجر اليوم بعد أن انتهت الإجراءات الخاصة بنقلها واستخراج شهادة الوفاة، والتي تم تصديقها من القنصلية السعودية في إسطنبول. الموت لم يخطف لبنى ذات 34 عاماً، بل أخذ معه في الحادثة الإرهابية المحامية شهد السمان 26 عاماً، والتي تمنت في آخر رسالة بثتها عبر برنامج «سنابشات» شات للجميع سنة خالية من الأوجاع مليئة بالحب والسعادة، قالت فيها «قريباً ستفتح لكم صفحة بيضاء لعام جديد»، لكن هي من رحلت في أولى ساعات هذا العام في حادثة إرهابية. وقال سليمان سمان، شقيق القتيلة في هجوم إسطنبول في تصريحات صحافية عن أخته: «إنها الأقرب إلى قلبه»، إذ كانت محبوبة بين أهلها وصديقاتها لأهدافها السامية ومشاركاتها الاجتماعية الإيجابية. وزاد: «كانت تنتظر في مطعم رينا بإسطنبول خالي وزوجته وابنته الصغيرة للعشاء في تلك الليلة بمنطقة أرتاكوي الواقع على مضيق البسفور، وكانت على تواصل دائم معنا على «الواتساب»، لكن ازدحام الشوارع أدى إلى تأخر خالي، وكتبت له وأسرته حياة جديدة». موضحاً أن القنصلية السعودية في إسطنبول تواصلت معنا وأبلغتنا بوفاة أختي، وقال: «يعمل خالي حالياً على إجراءات نقلها إلى جدة، إذ من المتوقع أن يصل جثمانها اليوم الثلثاء». وشهد، محامية تخرجت حديثاً من قسم القانون، وأنهت 4 سنوات من التدريب في المهنة، ولها أختان أكبر منها، إحداهما تحضر الدكتوراه في أميركا، والثانية في فرنسا لإكمال ماجستير الطب، إضافة إلى شقيقين أصغر منها.