وجه آخر للعنصرية المستشرية في إسرائيل ضد عرب الداخل كشفه اجتماع طارئ عقده رجال الدين اليهود (حاخامات) في مدينة صفد دعوا فيه سكان المدينة إلى عدم بيع أو تأجير منازل للعرب "تفادياً لأي اندماج بين الأغيار واليهود في هذه المدينة المقدسة". وحضر الاجتماع نحو 400 من أهالي المدينة الذين استمعوا إلى الحاخام الرئيس في المدينة شموئيل الياهو وإلى الناشط في حركة "كهانا حي" العنصرية باروخ مارزل وآخرين يحضون الحضور على عدم تأجير عقارات للعرب في المدينة. وتعتبر صفد من أعرق المدن الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل مع إقامتها عام 1948 ورحلت سكانها الأصليين (بينهم عائلة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس)، وتقطنها اليوم غالبية من اليهود المتدينين المتزمتين. وعزا الحاخامات ال 18 الذين سبق أن وقعوا قبل أشهر على عريضة تنادي بعدم تأجير أي مُلك يهودي ل"الأغيار"، "المشكلة" إلى وجود كلية أكاديمية في المدينة تستقطب إليها مئات الطلبة العرب الذين يبحثون عن مساكن لاستئجارها. وأعرب المجتمعون عن معارضتهم لنية الحكومة فتح مدرسة لتعليم الطيب في المدينة بداعي أن الطلبة العرب سيشكلون الغالبية فيها كما الحال في الأكاديمية، ما سيفاقم المشكلة ويمس بقدسية المدينة". وجاء في رسالة الحاخامات أن نمط حياة الأغيار مختلف عن نمط حياة اليهود، "وبعضهم مارق ويتدخل في حياتنا إلى درجة تعرضنا للخطر، وعليه يتطلب من الجميع العمل على عدم تأجير ممتلكات يهودية للأغيار". وأفتى الحاخامات بمقاطعة كل من يؤجر للعرب والابتعاد عنه وعدم التعاون معه وعدم استقباله في الكنس. ويعرف عن الحاخام الياهو مواقفه العنصرية تجاه العرب، وهو نجل الحاخام الأكير لليهود السفاراديم سابقاً، مردخاي الياهو. وكان دعا في الماضي إلى إقامة كلية أكاديمية للطلبة العرب على أن تكون أبواب كلية صفد مفتوحة أمام اليهود فقط. وقال في إحدى المقابلات أن اتهامه بأنه عنصري لا يعنيه بداعي أن الشريعة اليهودية تقول بمنع بيع عقارات أو تأجيرها للعرب". وسبق أن وُجهت له لائحة اتهام بالتحريض على العنصرية لكنه لم يُحاكَم بعد ان اتفقت معه النيابة العامة على توضيح أقواله وتصحيحها والإعلان عن أنه ليس ضد التحاق العرب بالكلية الأكاديمية في كرميئل.