يحلم أبو حسين بالنوم متواصلاً طوال الليل، ولكنه لا يستطيع تحقيق هذا الحلم، فما يشغل تفكيره يمنعه من ذلك. ويقول: «أعمل فراشاً في الوحدة الصحية للبنات في محافظة القطيف منذ 13 عاماً، ولم يتجاوز راتبي 2800 ريال بعد الزيادة التي أوصى بها خادم الحرمين الشريفين». مشكلة هذا الخمسيني ليست معيشية من طعام أو شراب ومصاريف متفرقة، إنها تتعدى ذلك لتقض مضجعه وتفقده حتى السعادة، «المنزل هو سبب المأساة التي أعيشها، فأنا وإخوتي الثمانية لا نملك إلا منزلاً واحداً، وهو بيت قديم وشعبي، وتم تقسيمه علينا نحن التسعة، مع أن كل واحد منا لديه عائلة، وها نحن جميعاً نسكن في ذلك المنزل». وأوضح أن نصيبه من المنزل هو غرفتان ومطبخ ودورة مياه، على رغم أن عدد أبنائه سبعة، منهم فتاة تدرس في المرحلة المتوسطة. ويضيف: «بسبب الضيق الذي نعيشه ينام أبنائي في غرفة واحدة، لعدم وجود غيرها، وكثيراً ما أصحو من نومي لأتفقدهم، خصوصاً ابنتي التي تنام بين إخوتها، لأرى هل هي مغطاة جيداً». ويدرس أكبر أبناء «أبو حسين» في المرحلة الثانوية، أما البقية ففي المرحلتين المتوسطة والابتدائية، فيما لا يزال أصغرهم في الروضة، ويرقد هذا الأخير مع والده وزوجة أبيه، إذ إن والدتهم توفيت منذ خمس سنوات. وتوجه أبو حسين إلى الجمعية الخيرية التي تنشط في المنطقة التي يسكنها، إلا أنهم رفضوا مساعدته سوى بمواد غذائية فقط، «أنا في حاجة إلى مسكن يؤويني وأبنائي، فكان خياري الوحيد هو التوجه إلى مدينة الرياض، وتقديم خطاب إلى المسؤولين في هذا الصدد، وبعد متابعتي سير المعاملة علمت أنها حفظت، وأخبرني الموظف حينها بأن علي الانتظار إلى حين الانتهاء من مشروع الملك عبدالله للإسكان الخيري»، لافتاً إلى أنه توجه أيضاً إلى بعض من عرف عنهم حب الخير، إلا أنه لم يجد حلاً حتى الآن، «لم أفقد الأمل في إيجاد من يساعدني في توفير مسكن لأسرتي، مع أنني أحاول منذ سبع سنوات».