تمتلك سارة، التي تعاني من أمراض عدة، سيارة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن «مع وقف التنفيذ»، فعلى رغم صدور قرار من رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بصرف سيارة لسارة، إلا أن القرار الذي صدر منذ نحو عام، لم يُطبق إلى الآن، ما حطم أحلام هذه الفتاة، التي عاشت معاناة متواصلة منذ 26 سنة حين أبصرت النور. وتقول والدة سارة: «أشعر بالحسرة والاستغراب، فمنذ عام رأيت بعيني قرار صرف سيارة خاصة بالمعوقين لابنتي في القسم النسائي من فرع الشؤون الاجتماعية في المنطقة الشرقية، ضمن معاملة سارة. وطلبت صورة عنه، إلا أنهن رفضن ذلك. وكنت أعتقد أن معاناتها كتبت لها نهاية»، موضحة: «أمر الصرف شمل سارة وبنتاً أخرى، إضافة إلى ثلاثة أولاد، جميعهم معوقون، بعد أن قمنا بإرسال برقية إلى الديوان الملكي، حول وضعها، وتابعنا معهم، وأخذنا رقم المعاملة، وأفادونا بأنها أحيلت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية في الرياض، التي بدورها أحالتها إلى فرعها في الشرقية. ولكن القرار بقي من دون تنفيذ». وتضيف: «أخبرتني موظفة هناك بأن المعاملة أعيدت إلى الشؤون الاجتماعية في الرياض وأحتفظ برقم المعاملة، واتصلت بهم مرات عدة ولم أصل إلى أية نتيجة، فهم لا يردون على الهاتف، وإن فعلوا فهناك سلسلة طويلة من التحويلات، ولا يرد أحد في النهاية». ويتقطع قلب أم سارة حسرة، «حين أرى ابنتي في هذه الحال، إذ يكاد يتبخر حلمها في الدراسة في مجال الحاسب الآلي، والحصول على وظيفة، مثلها مثل الأصحاء»، مؤكدة: «لا أعلم إلى أين وصلت المعاملة، وسبب عدم صرف السيارة، ما جعلنا نقف اليوم أمام طريق مسدود». لافتة إلى أن سارة بلغت ال26 من عمرها، وتحلم أن تكمل دراستها في مجال الحاسب الآلي، إلا أن حاجتها لسيارة ذوي الاحتياجات الخاصة تحول دون ذلك. وأنهت سارة المرحلة المتوسطة ب«امتياز». والتحقت في المرحلة الثانوية، إلا أن عدم وجود صف في الطابق السفلي، ورفض إدارة المدرسة افتتاح صف في الطابق الأول للمبنى، حال دون دراستها. وتعود والدة سارة بالذاكرة إلى الوراء سنوات طويلة: «أصيبت ابنتي بالعاهة نتيجة تناولي أدوية لخفض الحرارة في بداية حملي بها، لأن الطبيبة أكدت لي أن الجنين لن يتأثر بذلك، فواصلت تناول الأدوية. وأبلغني طبيب حين كنت في الشهر الرابع من الحمل، بأن الجنين يتأثر بهذه النوعية من الأدوية. ونصحتني أسرتي بإجهاض حملي، لأنه سيكون مشوهاً. لكنني كنت موقنة بأنها مشيئة الله، ولن أخالفها. فأنجبت سارة غير قادرة على المشي، مع وجود مياه في الدماغ، وفتحة في العمود الفقري». وتلفت الوالدة الحزينة إلى أن: «سارة لم تتوجه إلى المعهد منذ أسبوعين بسبب ظروفها الصعبة، ولا أعلم إلى متى يستمر هذا الوضع، فحالها لا يسر أحداً، وأخشى عليها من المستقبل الذي يبدو أنه أسوأ من حاضرها»، متمنية من المسؤولين في الدولة، خصوصاً في وزارة الشؤون الاجتماعية العمل على سرعة توفير الكرسي المتحرك في أقرب وقت، إضافة إلى الاهتمام بحال ابنتها التي تحطمت حياتها وقتلت أحلامها وهي ما زالت في مقتبل العمر.