تراجعت حدة التصريحات في لبنان أمس لمصلحة التهدئة، واستغرب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» امين الجميل «كيف ان بعضهم وخصوصاً حلفاء سورية ينتقدون زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير جيفري فيلتمان للبنان وهي زيارة طبيعية، وقال كل ما يفكر فيه الشعب اللبناني من دعم للبنان والمحكمة الدولية». وقال الجميل في حديث الى محطة «ام تي في»: «اللافت هو كيف ان حلفاء سورية لا يستغربون زيارات المسؤولين الاميركيين لها علماً ان اعضاء في الكونغرس ومسؤولين كباراً في الادارة الاميركية زاروا سورية في الآونة الاخيرة ونعرف ان العتب السوري على الولاياتالمتحدة لعدم ارسالها سفيراً لها الى دمشق عدا المفاوضات السورية - التركية من أجل اعادة وصل ما انقطع مع الاميركيين، وكل ذلك بهدف الدخول بمفاوضات غير مباشرة مع الاسرائيليين». وعن ملف شهود الزور قال: «هذا الموضوع اصبح كقصة راجح فتم اختلاق قضية من لا شيء وحتى اليوم لا نعرف من هو شاهد الزور، علماً أنه قبل صدور القرار الظني لا يمكننا ان نقول شيئاً لأن المحكمة الدولية مستمرة والقرار الظني سيصدر وكل أمنيتنا ألا يكون أي لبناني متورطاً في هذه الجريمة وأن يكون القرار غير مسيّس». وعن جلسة مجلس الوزراء اليوم قال: «حبذا لو تتعظ القيادات اللبنانية من الكلام الذي سمعناه في الرياض والذي يشجع على الاستقرار والتهدئة وعلى احترام المؤسسات الرسمية وعلى الحوار، وربما مجلس الوزراء سيعكس الاجواء الايجابية التي حصلت في الرياض». وفي حديث الى « ال بي سي» شدد الجميّل على أن الكلام الذي أطلقه فيلتمان يدعم «سيادة لبنان والحكومة وتلاقى مع مبادئنا ومواقفنا وثوابتنا، وهو نوع من الثوابت التي نؤمن بها والدول العربية تدعمنا في سبيل تحقيق سيادة البلد وتعزيز مؤسساته ودعم المحكمة الدولية». ودعا الى «ترك المحكمة تأخذ مجراها ونعمل معاً لتدارك المخاطر والتداعيات وهذا الامر يتم بالحوار وبتأكيد الثوابت اللبنانية، وعندما ينبري طرف عربي او دولي ويشدد على التمسك بالمحكمة الدولية من أجل لبنان وجب شكره لأن في ذلك دعماً للبلد كله». وعن الكلام الاخير للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، قال: «لن اقارن بين كلام فيلتمان الذي يصب في منحى الاستقرار وكلام نجاد الذي تباهى فيه بأنه خربط المعادلة الاقليمية من خلال زيارته لبنان وهذا شيء خطير لأنه يريد من خلال التظاهرات الشعبية في الجنوب والضاحية ان يغيّر وجه المنطقة بأكملها. الرئيس الايراني أدخل لبنان مباشرة في محور من دون أن يأخذ رأي الشعب اللبناني بكامله والحكومة اللبنانية والمجلس النيابي». وأمل الجميل في «أن تستكمل القمة السعودية - السورية الاخيرة التي جرت في الرياض، وان تتجه كل الدول العربية نحو الاستقرار ودعم لبنان، ونحن في الكتائب مع كل مسعى يساهم بالتفتيش عن حلول سياسية لحل الازمات التي نتخبط فيها». وأعلن وزيرالأشغال العامة والنقل غازي العريضي، بعد استقباله النائب وليد خوري، «أن الأجواء إيجابية وهناك حرص من الجميع على عدم التصعيد ومعالجة الأمور بالحوار». ... «إقليمي بامتياز» وقال وزيرالتربية حسن منيمنة في حديث الى «أخبار المستقبل»: «نحن مستمرون بحالة التهدئة، خصوصاً ان اللقاء السوري - السعودي يشكل مظلة أمان داخلية»، مؤكداً ان «الملف اللبناني ملف إقليمي بامتياز». وتوقع أنّ تكون جلسة مجلس الوزراء «استمراراً للجلسة السابقة وتمر هادئة ويرفع النقاش الى جلسة اخرى تبعاً للمعطيات الاقليمية»، لافتاً الى ان «الملف العراقي اصبح حاضراً بقوة في الملف اللبناني، وهناك العديد من الملفات الاقليمية المتشابكة وعلى رأسها ملفات: النووي الايراني والعراقي والفلسطيني واللبناني». واكدت وزيرة الدولة منى عفيش «أننا حكومة وحدة وطنية ونعمل لمصلحة هذا البلد وكل القرارات سنأخذها بالتوافق»، مضيفة ان «من مصلحة كل اللبنانيين انهاء قضية ملف شهود الزور بالتوافق». وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دو فريج في حديث الى «اذاعة الشرق»، انه لا يرى «أي اتجاه نحو التشنج يحكى عنه في جلسة مجلس الوزراء، وسيبحث ملف شهود الزور انطلاقاً من الأسباب القانونية وليس السياسية إذا كانت مقنعة». وزاد: «لا أحد يستطيع منع صدور القرار الظني، وكل الدول الأعضاء في مجلس الأمن متفقون على هذا».