انعكست اجواء القمة السعودية - السورية ارتياحاً في لبنان، فتراجعت حدة التصريحات، ودعا الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي الى «الإفادة من أجواء التقارب العربية وإرساء مناخات من التفاهم»، وقال بعد زيارته الرئيس سليم الحص: «شددنا على أن الحفاظ على السلم الأهلي يجب أن يشكل الأولوية لدى جميع المسؤولين والقيادات، من خلال تهدئة الخطاب السياسي وعدم الانجرار أكثر في السجالات العقيمة، بدل معالجتها داخل المؤسسات الدستورية». ورأى وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي خلال رعايته إعادة الانطلاقة الرسمية لشركة الخطوط الجوية لطيران «عبر المتوسط» (تي ام اي) ان «اللبنانيين يعيشون اليوم قلقاً من الكلام الكثير عن فتن ومشاكل وانقسامات وشغب وفوضى». وشدد على ان «الرهان يبقى على إرادة اللبنانيين التي ستسقط كل محاولات إثارة الفتن في لبنان وتبقيه واحداً موحداً ومنيعاً على رغم أن هناك من يريد التلاعب بعواطف اللبنانيين وبقضاياهم المحقة»، معتبراً ان «ثمة من يريد دفع اللبنانيين إلى التشنج والانقسام»، داعياً الى «تقديم المصلحة الوطنية وأمن واستقرار البلد على أي أمر آخر لأن الدول الكبرى وأصحاب المصالح في الخارج إنما يفعلون ذلك انطلاقاً من تقديم حساباتهم ومصالحهم الوطنية على أي أمر آخر». واعرب وزير التربية حسن منيمنه عن اعتقاده في حديث الى موقع «ناو ليبانون» بأن «جلسة مجلس الوزراء المقبلة (غداً الأربعاء) ستشهد استمراراً للنقاش الذي بدأ في الجلسة الماضية» (حول المآل القضائي لملف شهود الزور) ، متوقعًا في هذا السياق أن «لا تبت الجلسة في هذا الموضوع وإنما سيصار إلى تأجيل الأمر إلى جلسة لاحقة، خصوصاً أن رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) والنائب وليد جنبلاط يحرصان على تفادي التصويت في مجلس الوزراء، لإدراكهما أنّ مجرد حصول ذلك ستكون له ارتدادات داخلية كبيرة». «لا تأثيرات سريعة» وتوقع عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» عدم حصول «تأثيرات مباشرة سريعة للقمة السورية - السعودية على الساحة الداخلية». وأضاف: «الوضع يذهب باتجاه التهدئة بانتظار ايجاد حل يلائم كل الأطراف، اما الحل فهو الحل المنطقي الذي يحترم الأعراف السائدة في القضاء وما قدمه وزير العدل (ابراهيم نجار)». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» ذاتها عمار حوري في حديث الى اذاعة «الشرق»، ان «ما شهدناه في الأيام الماضية من زيارات يؤكد أن لبنان نقطة التقاء عربية وإقليمية ودولية لأنه شديد التأثر في الاتجاهين». ورأى ان «اللقاء بين الرئيس السوري والملك السعودي ساهم في تجديد الثقة والحماية للبنان في خضم المستجدات المهمة والكثيرة في المنطقة». وعن زيارة فيلتمان قال انها «تؤكد حجم التوازنات الإقليمية في المنطقة وتوجه رسالة في أكثر من اتجاه كأنها تقول إن لبنان ليس ملعباً لفريق واحد بل محكوم بالتقاء مصالح وتقاطع مصالح دول كبرى». وتوقع جلسة هادئة لمجلس الوزراء ونقاشاً موضوعياً ينطلق من تقرير وزير العدل»، مستبعداً «التصويت عليه». ولفت عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي عقاب صقر في حديث الى «او تي في»، الى أن «مضمون قمة الرياض لم يمس المحكمة الدولية لا من قريب ولا من بعيد لجهة الغائها او إيقافها». واعلن صقر في بيان انه سيطل اليوم تلفزيونياً لعرض وثائق ومستندات تتعلق ب «ملف شهود الزور لاستكمال تبديد اللغط الحاصل حول الملف»، بعدما «اعترض اللواء المتقاعد جميل السيد على بث تقرير مسجل مع صقر معد مسبقاً خلال مقابلة مع السيد عبر محطة الجديد» ليل اول من امس. واذ شجب صقر في بيان اصدره امس، «الأسلوب القمعي الذي مورس بحق وسيلة اعلامية بمنعها من بث مادة صحافية تندرج في اطار التزام مبدأ الرأي والرأي الآخر الناظم للمهنية والصحافية»، سجل «احترامه الصادق والكامل لمهنية الإعلامي جورج صليبي والحرفية المشهودة للقيمين على المحطة واستنكارنا لما تعرض له العاملون في هذه المحطة بعد انتهاء البث المباشر لحلقة امس». وكانت المحطة وبعد انتهاء المقابلة، اصدرت بياناً بثته في نشرتها في الحادية عشرة والنصف ليل اول من امس، تحدثت فيه عن مضايقات تعرض لها فريق العمل في منزل اللواء السيد حيث اجريت المقابلة.