بدأ الجيش اليمني أمس عملية واسعة لتحرير مديريتي بيحان وعسيلان في محافظة شبوة الجنوبية، بالتزامن مع المعارك المستمرة في جبهة نهم عند المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة صنعاء والغارات الكثيفة لطيران التحالف العربي على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح. وقال مسؤول الأعمال الإغاثية في مركز الملك سلمان للإغاثة عبدالله الرويلي ل «الحياة»، إن المساعدات التي ترسلها السعودية إلى اليمن تتعرض لمضايقات من أطراف مختلفة، خصوصاً في الشمال اليمني، مشيراً إلى أن السعودية قدمت نحو 1700 طلب إلى قوات التحالف لإيصال المساعدات. وأضاف الرويلي أن المركز يواجه صعوبات في عمله، أولها في الجانب الأمني في مناطق الصراع المسلح، ومنع المساعدات من أطراف معينة لأغراض سياسية، فهناك من يمنع وصولها إلا بعد أن يتم صبغها بصبغة سياسية، أو أن تتجه لطرف معين، مع تجاهل الأولوية الإنسانية وحاجة كل منطقة على حدة. وأكد أن قوات التحالف العربي تقدم كل التسهيلات للمساعدات من خلال خلية الإجلاء والأعمال الإنسانية، خصوصاً أن الطلبات غير المنفذة لا تتجاوز خمسة في المئة، وعادة يكون ذلك لسوء تقديم المعلومة من هذه المنظمات، ونقص في البيانات. وشدد الرويلي على أن مركز الملك سلمان للإغاثة وقّع شراكة لمعالجة النزوح مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ممثلة بمكتبها في اليمن. وفي ما يخص النازحين بالداخل اليمني، هناك اتفاق مع المفوضية لإنشاء 52 مركز إيواء، على أن لا تكون هذه المراكز مخيمات خارج المدن، بل داخل المجمعات السكنية، لتعمل على جانبين، الأول تقديم المساعدة، والثاني حفظ الكرامة. ميدانياً قال قائد اللواء 21 ميكا العميد جحدل العولقي، إن وحدات اللواء بمساندة جوية من طيران التحالف، حررت نقطتي العلم والسليم الاستراتيجيتين في مديرية عسيلان، بعد مواجهات عنيفة مع الانقلابيين، الذين فرّوا من المنطقة بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. كما أوضح مصدر عسكري أن الجيش تمكّن من تحرير منطقة الساق والوصول إلى الخط الأسفلتي، إضافة إلى تحرير حيد بن عقيل وهجر بن كحلان بشكل كلي. وأضاف أن الجيش قطع طريق الإمدادات عن الميليشيات الذي يأتي من محافظة البيضاء، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة وسط فرار كبير في صفوف الانقلابيين. وفي محافظة الضالع، ذكر الجيش اليمني أن مقاتلات التحالف شنت سلسلة غارات على مواقع لميليشيات الحوثي في جبل ناصة، وقرية العرفاف جنوب مدينة «دمت»، وقتل ستة على الأقل من عناصر الميليشيات كما تم تدمير تحصيناتهم في «جبل ناصة». إلى ذلك، أكدت مصادر رسمية أن «عدداً من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح في محافظة البيضاء لقوا مصرعهم وأصيب آخرون في كمين نفذته «المقاومة الشعبية» بين منطقة الثعالب وجميدة في قيفة رداع. وأضافت المصادر أن الميليشيات ردت على الهجوم بقصف عشوائي على القرى والمزارع المجاورة ما أدى إلى مقتل أحد المزارعين وإصابة اثنين آخرين، فضلاً عن إلحاق أضرار بالممتلكات العامة والخاصة. في غضون ذلك، شن طيران التحالف غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في أكثر من محافظة، إذ شنت المقاتلات «أربع غارات على معسكر الصمع وفريجة بمديرية أرحب شمال صنعاء، وأربع غارات على جبل ناصة بمديرية دمت بين محافظتي الضالع وإب، مستهدفاً مخازن أسلحة وآليات للحوثيين. وفي الحديدة، طاولت الضربات مواقع عسكرية في منطقة «الجبانة» والدفاع الساحلي ومواقع أخرى على طول الشريط الساحلي، إلى جانب سلسلة غارات استهدفت مواقع متفرقة في محافظة صعدة حيث معقل المتمردين الرئيس. وتسعى قوات الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف إلى تضييق الخناق على ميليشيات الحوثيين وقوات صالح في صنعاء وصعدة وتعز، في محاولة لإنهاء التمرد عسكرياً واستعادة مؤسسات الدولة التي يسيطر عليها الانقلابيون منذ أيلول (سبتمبر) 2014. إلى ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني اللواء حسين عرب ضرورة التصدي لما يقوم به الانقلابيون من إضافة الفكر الطائفي في المناهج التعليمية. وأوضح محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، أن المناهج التعليمية ما زالت تعاني من قصور انعكس على وعي الأجيال المختلفة، ما نتج منه قيام ولاءات لمشروعات طائفية مستبدة نتيجة لسياسة النظام السابق، خصوصاً في الجنوب، حيث تمت ممارسة الظلم والتدمير للمؤسسات العلمية والتعليمية.