علّقت وزارة الدفاع الروسية والهيئات الأمنية استخدام طائرات الركاب من طراز «توبوليف 154»، حتى تحديد أسباب كارثة تحطم الطائرة العسكرية الروسية التي أقلت 92 شخصاً بينهم أكثر من 60 فناناً من جوقة الجيش الأحمر قرب ساحل مدينة سوتشي الأحد الماضي، فيما لم تكشف تحليلات أولية على الجثث وقطع الحطام المنتشلة، وجود آثار متفجرات عليها. وأكدت روسيا رغبتها في إعادة تشكيل جوقة الجيش الأحمر في «أسرع وقت». وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو: «يجب تنظيم مسابقة واختيار الأفضل لمواصلة المسيرة العظيمة لفرقة ألكسندروف، الفرقة الرئيسية للقوات المسلحة الروسية» التي فقدت ثلث أعضائها ومديرها في تحطم الطائرة لدى توجهها إلى سورية من أجل إحياء حفلة رأس السنة مع الجنود الروس. وعثرت فرق الغوص على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة «في حال مقبولة» على عمق 17 متراً، ونقلته إلى معهد البحوث العلمية المركزي التابع لوزارة الدفاع في ضواحي موسكو، وتوقعت بدء استخراج المعلومات منه خلال يومين لمعرفة تفاصيل اللحظات الأخيرة للطائرة، وسبب عدم توجيه قائدها رسالة استغاثة. وتواجد الجزء الأكبر من الطائرة ومحركها الأيمن في منطقة لا تبعد أكثر من 1700 متر من شاطئ سوتشي، بينما اندفع جزء انشطر عنها إلى مناطق أبعد. وجرى انتشال جثة قائد الطائرة الذي جرى التعرف إليه فوراً عبر الشارات على بزته، ما رفع عدد الجثث المنتشلة إلى 12، في مقابل 156 من أشلاء الركاب. وأشارت مصادر قريبة من التحقيق إلى غياب أي دليل إلى اندلاع حريق أو حصول انفجار على متن الطائرة، لكنها نبهت إلى أن هذه النتائج «أولية»، مشددة على أن عمليات فحص وتحليلات أكثر تعقيداً ستجرى لاحقاً. وكانت لجنة التحقيق استبعدت منذ الساعات الأولى للحادث فرضية الاعتداء الإرهابي، مرجحة تعرض الطائرة المنكوبة لعطل فني مفاجئ أو خطأ بشري، ثم أضافت أجهزة الأمن الروسية فرضيتين، إحداهما دخول جسم غريب ربما يكون طيراً إلى المحركات، أو أن يكون الوقود سيئاً. واعتبرت مصادر روسية أن تعليق استخدام طائرات الركاب من طراز «توبوليف 154»، يُشير إلى تزايد قناعة المسؤولين بأن عطلاً فنياً تسبب في تحطم الطائرة المصنوعة عام 1983. وأكدت أن توقف وزارة الدفاع عن استخدام هذه الطائرات «لن يؤثر في خططها ونشاطاتها، كونها تملك بدائل، علماً أن معظم ما تبقى من طائرات «توبوليف 154» التي توقف تصنيعها عام 1986، يتبع حالياً لوزارتي الدفاع والداخلية الروسيتين.