أُلغيت القمة التي كان متوقعاً ان يعقدها الرئيس نيكولا ساركوزي في باريس بحضور الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي كانت وافقت على المشاركة. وكشفت مصادر مطلعة على فكرة الرئيس الفرنسي ل «الحياة» انه بعد تجاوز موعد 27 ايلول (سبتمبر) حين قرر نتانياهو استئناف بناء المستوطنات ورفض تمديد قرار تجميدها، رأى ساركوزي انه ينبغي تغيير نهج دفع عملية السلام، لذا اقترح على الأطراف والحلفاء والأصدقاء جمعهم في قمة في باريس لدرس حل بنهج مختلف، وقرر الاستفادة من موعد عقد قمة برشلونة للاتحاد من اجل المتوسط في تشرين الثاني (نوفمبر) لعقد هذا الاجتماع. وأشارت المصادر الى ان ساركوزي كان أعلن في مؤتمره الصحافي عن قراره توسيع المشاركة في إطلاق عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين الى مجموعة دول أصدقاء تواكب اعمال مفاوضات السلام وتساعدها على التقدم، فرحب بعض الدول بالاقتراح، فيما رأى الأميركيون والإسرائيليون انه فكرة لا بأس بها لإظهار ان دفع عملية السلام يستمر، كما لم يرفض مبارك طلب صديقه الرئيس الفرنسي. وتابعت انه بالنسبة الى فكرة مجموعة الدول الأصدقاء التي ينبغي ان تواكب المفاوضات، كانت الإدارة الأميركية وروسيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ضد الفكرة لأن جميع هؤلاء اعضاء في اللجنة الرباعية، ولم يكونوا مسرورين من وجود مجموعة اخرى موازية، حتى لو كانت تضمهم، كما ان ساركوزي أطلق الفكرة قبل التنسيق معهم لأنه مدرك انه اذا بدأ بالطلب منهم، فسينتهي من دون اي مبادرة، فحاول دفع المفاوضات وأدرك ان صديقه نتانياهو غير متعاون ولا يسمع ويرفض كل ما يقدم إليه. ورأت المصادر ان ساركوزي مستاء من تعنت نتانياهو ومن رفض الدول الأوروبية، باستثناء إسبانيا، التعاون وقبول مبدأ مجموعة الأصدقاء لدفع المفاوضات. وتنتظر باريس بعد الانتخابات النصفية للكونغرس منتصف تشرين الثاني لترى ما اذا كان باستطاعة الرئيس باراك أوباما ان يبذل المزيد من الضغوط على نتانياهو. أما كلينتون فكانت وافقت على مبدأ المشاركة في القمة في باريس لأنها أدركت ان من المفيد ان تستمر الحركة في مسار المفاوضات، على رغم معارضتها مبدأ «مجموعة الأصدقاء».