تواصل قوات النظام السوري قصفها المكثف على وادي بردى الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في ريف دمشق، في إطار هجوم بدأ الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية التي يسري فيها ينبوع رئيسي تستمد منه العاصمة معظم إمداداتها من المياه. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المياه القادمة عبر أنابيب من الوادي جرى قطعها عن العاصمة على أن تبقى مقطوعة لثلاث أيام مقبلة، وتقول قوات النظام أن «الفصائل الموجودة في عين الفيجة في الوادي الواقع شمال غربي دمشق، قامت بسكب مادة الوقود «المازوت» ومواد أخرى في الأنابيب التي تضخ المياه نحو دمشق حيث قامت بقطع المياه بغية التأكد وتنظيف الأنابيب في حال ثبت وجود هذه المواد»، فيما نفت الفصائل الموجودة في منطقة الوادي صحة هذه المعلومات، معتبرة إياها «عارية من الصحة، وادعاءات لتبرير عمليات النظام العسكرية في قرى وبلدات وادي بردى». وأضاف المرصد أن «مناطق في بلدة كفربطنا الواقعة في غوطة دمشقالشرقية تعرضت للقصف، من دون معلومات عن خسائر بشرية». وأفاد مقاتلون في المعارضة وسكان اليوم بأن القصف طاول عددا من البلدات في منطقة الوادي الذي يقع على بعد حوالى 18 كيلومترا شمال غربي العاصمة في إطار هجوم كبير بدأه الجمعة الماضي، وتابعوا أن «الحرس الجمهوري وميليشيا حزب الله اللبنانية يسيطران على الطرق المؤدية إلى البلدات في الوادي ومنحدرات الجبال المحيطة في المنطقة». وقال سكان إن القتال تركز أمس على قرية بسيمة على طرف الوادي حيث يسعى الجيش وحلفاؤه للتوغل أكثر في جيب يضم عشر قرى يقطنها ما يقدر ب 100 ألف شخص. وذكر مقاتلون أن الجيش «اكتسب قوة بإحكام سيطرته على مدينة حلب ويسعى إلى إجبارهم على الرحيل وإلا سيواجهون حربا شاملة»، وقال أبو البراء، وهو قائد في جماعة «أحرار الشام» المعارضة في المنطقة: «يصعّدون حتى يدفعونا إلى اتفاق استسلام، لن نسلم أرضنا». وإلى جانب ينبوع المياه الرئيس في وادي بردى تقع المنطقة على الطريق من دمشق إلى الحدود اللبنانية التي تعمل بمثتبة خط إمداد لميليشيات «حزب الله»، وقال شهود إن «القصف الجوي تسبب في خروج محطة ضخ المياه الرئيسة لينبوع عين الفيجة من الخدمة»، وينقل خط إمداد تحت الأرض في المنطقة حوالى 65 في المئة من المياه إلى أحياء دمشق. وأظهرت صورة التقطها مقاتل وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي «أضرارا وحرائق وأعمدة دخان تتصاعد قرب محطة الضخ». وذكر مقاتلون من المعارضة وسكان أن القصف أسفر أيضا عن مقتل 14 مدنيا وأصاب مركزا طبيا ووحدة للدفاع المدني في المنطقة المحاصرة التي تحصل على إمدادات محدودة من الغذاء والوقود.