تعقد في الرياض اليوم الأحد قمة سعودية – سورية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد. وتبحث القمة في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تبحث في العلاقات العربية – العربية والأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة. وأفادت «وكالة الأنباء السعودية» بأن الرئيس السوري يصل اليوم إلى الرياض في زيارة رسمية للسعودية يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين. وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد فقط من نهاية الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لبيروت والتي أثارت جدلاً في لبنان والغرب وإسرائيل. وتتناول القمة السعودية - السورية الأوضاع الفلسطينية والجهود المبذولة في عملية السلام المتعثرة، إضافة إلى الملفات في العراق ولبنان والسودان والصومال. ونقلت وكالة «يو بي آي» عن مصدر رسمي سوري أن «العلاقات السعودية السورية مهمة على الصعيدين الثنائي والإقليمي». وأبدى المصدر «تفاؤله بمسار العلاقات السعودية - السورية التي تنعكس إيجاباً على لبنان». وكان الملك عبدالله قام في تشرين الأول (أكتوبر) 2009 بأول زيارة رسمية لسورية منذ اعتلائه العرش، متوجاً بذلك التقارب بين البلدين. كما زار دمشق في 7 تموز (يوليو) الماضي عقد خلالها محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. كما زار الأسد الرياض في كانون الثاني (يناير) الماضي. إلا أن الزيارة الأبرز كانت تلك التي قام بها الملك عبدالله والرئيس الأسد لبيروت في الخامس من تموز، حيث عقدت قمة ثلاثية، ضمت إليهما الرئيس ميشال سليمان، بهدف احتواء التوتر في لبنان. وكانت هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس الأسد للبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005. وصدر بيان رسمي تضمن تأكيد القادة الثلاثة «أهمية الاستمرار بدعم اتفاق الدوحة واستكمال تنفيذ اتفاق الطائف ومواصلة عمل هيئة الحوار الوطني والالتزام بعدم اللجوء إلى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة فئوية والاحتكام إلى الشرعية والمؤسسات الدستورية والى حكومة الوحدة الوطنية لحل الخلافات. كما أكد الرئيس الأسد والملك عبد الله استمرار دعمهما للبنان ورئيسه لما هو في مصلحة اللبنانيين». واشار ذاك البيان الى ان القادة الثلاثة عرضوا «تطور الأوضاع على الصعيد الإقليمي وأكدوا على ضرورة التضامن والوقوف صفاً واحداً لرفع التحديات التي تواجهها الدول العربية وعلى رأسها التحدي الإسرائيلي الذي يتمثل باستمرار الاحتلال للأراضي العربية والممارسات التعسفية والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني وحصار غزة والسعي المدان لتهويد مدينة القدس وكذلك مواجهة ما يحاك للمنطقة العربية من دسائس ومؤامرات لإرباكها بالفتن الطائفية والمذهبية والتي لن تكون أي دولة عربية بمنأى عن تداعياتها وهي التي تميز تاريخها بروح العيش المشترك». وكان البيان الختامي الصادر بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين لدمشق ومحادثاته مع الاسد شدد على «توطيد التعاون بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات بالإضافة إلى التأكيد على الارتقاء بالعلاقات العربية العربية ومتابعة الجهود المبذولة لتعزيز العمل العربي المشترك واستمرار التنسيق والتشاور بين البلدين وعلى جميع المستويات». كما تلقى الرئيس الأسد ثلاث رسائل من الملك عبد الله بن عبد العزيز في شهرى نيسان(ابريل) وكانون الثاني (يناير) من العام الحالي وفي شهر آذار (مارس) من العام الماضي «تناولت آخر التطورات في المنطقة وتعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين». وخلال اجتماعات اللجنة الوزارية- السورية السعودية المشتركة وملتقى رجال الأعمال في بداية آذار الماضي في دمشق، تم التوقيع على خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم ووثائق في مجالات الجمارك والتجارة والاقتصاد بالإضافة إلى اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي تم التوقيع عليها خلال زيارة الملك عبد الله العام الماضي.