لندن - أ ف ب - تنفس مشجعو نادي ليفربول أحد أعرق الأندية الإنكليزية الصعداء، بعد تخلص إدارتهم من مالكي النادي الأميركيين جورج جيليت وتوم هيكس، لكن رافضي الهيمنة الأميركية على النادي سيخضعون لولاية جديدة تحت إشراف أميركي آخر هو جون دبليو هنري مالك مجموعة «نيو أنغلند سبورتس فنتشرز» التي أنجزت شراء النادي. دخل مالكا ليفربول هيكس وجيليت في صراع قضائي مع مجلس الإدارة، إذ طعن الأولان في صلاحية مدير النادي مارتن براوتن بالموافقة على بيعه إلى مجموعة هنري، بعد موافقة الإدارة على عرض من المجموعة بقيمة 300 مليون جنيه أسترليني، بيد أن المالكين السابقين اعتبراه غير كاف وحاولا معارضته على اعتبار أنه لا يعكس القيمة الحقيقية للنادي المتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات. حاول المالكان السابقان في الوهلة الأولى السيطرة على مجلس الإدارة من خلال تعديل في تشكيلته، بيد ان المحكمة العليا في لندن رفضت هذا التعديل بعدما لجأ اليها البنك الملكي الاسكتلندي (رويال بنك أوف سكوتلاند)، الدائن الرئيس للنادي الانكليزي العريق بقيمة 237 مليون جنيه استرليني. ويأمل مشجعو النادي الأحمر بأن يتمكن جون دبليو هنري من تكرار انجازاته الرياضية التي حققها مع نادي بوسطن ردي سوكس في الدوري الاميركي للبايسبول، من خلال المنافسة على لقب ال «برميير ليغ» البعيد عن خزانة النادي منذ 20 عاماً. غابت الألقاب عن نادي بوسطن ريد سوكس لمدة 84 عاماً، الى ان اشترى هنري وشريكاه، لاري لوكينو الرئيس التنفيذي السابق لسان دييغو بادريس والمنتج التلفزيوني طوم ورنر، الفريق عام 2002 برقم قياسي بلغ 690 مليون دولار أميركي. كان هنري المالك الرئيس للنادي، ورنر الرئيس ولوكينو الرئيس التنفيذي. انشأت مجموعة «نيو انغلند سبورتس فنتشرز» كشركة هولدينغ، وهي تملك 80 في المئة من ريد سوكس، وباتت اليوم مصنفة في المرتبة العاشرة من مجلة فوربس المختصة في لائحة العلامات التجارية الرياضية. في غضون عامين، انتهت فترة الصيام الطويلة، وأحرز ريد سوكس لقب الدوري العالمي عام 2004 للمرة الاولى منذ عام 1918، وهو نجاح كرره الفريق عام 2007. قال هنري عندما تسلم مهامه: «الفوز في الدوري العالمي؟ هذا ليس خياري، بل دوري، انها مسؤوليتي تجاه نيو انغلند». جنى هنري ثروته التي قدرت عام 2006 بنحو 860 مليون دولار أميركي في عالم البورصة قبل الأزمة المالية العالمية، اذ عانت شركاته وتعرضت لخسائر كبيرة بحسب بلومبورغ ومجلة وول ستريت. عندما جاء هنري الى رود سوكس، كانت النظرة اليه انه انتهازي قادم لاستغلال اسم الفريق، لكن الوقت والالقاب أثبتا عكس ذلك. واللافت ايضاً ان المنافس الأكبر لريد سوكس في دوري البايسبول الاميركي هو فريق نيويورك يانكيز المرتبط بنادي مانشستر يونايتد الغريم التاريخي لليفربول في انكلترا، وهو ارتباط وصفه لوكينو ب«أمبراطورية الشيطان»... وصف لا شك في أنه سيسعد جماهير ليفربول. كان هنري (61 عاماً) منتبهاً في التعامل مع تقاليد ريد سوكس، اذ لم ينتقل الى ملعب جديد وبقي في ملعب «فنواي بارك» القديم. خضع الملعب لاعادة تجديد ورفعت سعته ليتطابق مع أبرز ملاعب البايسبول الأميركية، فأصبح ريد سوكس النادي الأكثر ربحية في الدوري بعد يانكيز. قام هنري أيضاً بانشاء مؤسسة ريد سوكس الخيرية التي تبرعت بمبلغ 30 مليون دولار أميركي لبرامج المساعدات، الصحة، التربية والخدمات الاجتماعية للاطفال وعائلاتهم. يعشق هنري الاحصاءات وتوظيف الشبان الأذكياء والموهوبين، وكان محبوباً للغاية في بوسطن، اضافة الى ضخه 50 مليون دولار أميركي لتجديد الملعب، قام بتحليل اللعبة من خلال الاحصاءات مستقدماً لاعبين مغبونين في أنديتهم وحولهم الى نجوم مع ريد سوكس، كما أوقف منح العقود الطويلة الأمد للاعبين المخضرمين. قال هنري بعد اعلانه عن انجاز شراء ليفربول: «أنا فخور بشكل لا يصدق ويشرفني أن أكون المالك الجديد لنادي ليفربول»، مضيفاً أن هدفه الأول كان هو «أن أعيد الى هذا النادي عظمته داخل الملعب وخارجه». وتابع: «لدينا تاريخ من الانتصارات ونريد أن يعلم مشجعو ليفربول أن هذا النهج هو الذي نعتزم أن نقود به هذا النادي الكبير». تراكمت ديون ليفربول منذ وصول هيكس وجيليت قبل ثلاث سنوات، واتخذ مصرف «ار بي أس» زمام الامور في النادي منذ نيسان (ابريل) عندما قرر الاميركيان بيع النادي، ليحقق النادي صاحب ال 18 لقباً في الدوري، هذا الموسم اسوأ انطلاقة له في الدوري المحلي منذ موسم 1953-1954. فهل سيتمكن هنري من فهم جماهير ليفربول أكثر من جيليت وهيكس؟ وهل سيمشي معها في مسيرة النصر على وقع أغنيتها الأسطورية «يول نيفر ووك ألون» (لن تمشي وحدك)؟