باستثناء فريق المشجعات في الجامعات الأميركية، كما رأيناه في الأفلام، ويراه أبناؤنا هناك على الطبيعة، باستثناء هذا الفريق، أتمنى أن تنقل الجامعات السعودية تجربة الجامعات الأميركية في منافسات كرة السلة و«البيسبول»، إذ يعتبر الدوري بين الجامعات في كل ولاية، وبين الولايات لهاتين اللعبتين من مظاهر ثقافة الجامعات، يخلق التنافس، ويغذي الملاعب بالمميزين ويمنح الموهوبين في الثانوية العامة منحاً مجانية للدراسة. ويمكن لهذا النقل أو الاستنساخ أن يكون خاصاً بكرة القدم، ثم يتطور إلى ألعاب أخرى، ومنه أتوقع انطلاق مفاهيم جديدة في عالمي الدراسة العليا، والرياضة، وتفكير المجتمع، خصوصاً تجاه الرياضة وأهلها، أصحاب الضجيج الأكبر، والإسهام الأقل في الناتج العام سواء كان اقتصادياً أو ثقافياً أو اجتماعياً، ليس لخطئهم، وإنما لحداثة التجربة وموقف المجتمع منها ومحترفيها وتأثيراتهما. الفكرة ليست في كرة القدم بحد ذاتها، إنها تذهب أعمق من ذلك، في اتجاهات كثيرة، منها ما يمكن تبسيطه أن هذه الجامعات وقد قفز عددها من خانة الآحاد إلى خانة العشرات، لا يمكن أن تظل حبيسة فكرة «المدرسة الكبيرة»، ولا يمكن أن تستمر وتنافس وتبدع بالاعتماد فقط على مخصصاتها في الموازنة الحكومية، إنما يجب أن تبدأ طريقها نحو احتراف فكرة أن تكون جامعة، وقد بدأت بعض الجامعات الكبرى بالفعل هذا الطريق، وهي تأخرت، لكنها على الأقل وصلت إلى المبدأ وسنراها قريباً تبدع وتقود فيه. ما يقارب الثلاثين جامعة، ستصبح مئة جامعة حكومية وأهلية، عربية، وأجنبية، مؤسسة محلياً، أو عبارة عن فرع لجامعة أجنبية، أو جامعة تنتمي إلى شركة، أو أي صيغة أخرى، وهي ستصبح منفردة محور ارتكاز في مجتمعاتها الصغيرة داخل المدن والمناطق، كما أنها جميعاً ستكون للوطن بأكمله. الإسهام الرياضي بما سيجلبه من ضوء، ومال، عبر الرعاية والإسهامات، ما هو إلا نقطة انطلاق، ومنها يجب أن تبدأ المسابقات المسرحية، والثقافية، لتكون المواهب التي تدرس هناك باكورة إبداع حقيقي ينمو ويتبلور بدل دوراننا في حلقة أسماء محددة لعقود من الزمن وخوفنا وخشيتنا من التجريب والمغامرة، بل أزعم أن سكوتنا عمّن فرض رأيه في الأنشطة الطلابية لعقود من الزمن فأصاب جامعاتنا بالجمود، أو صبغ كل أنشطتها إن وجدت بلون واحد، ربما يكون جميلا ًفي نظر البعض، لكنه بالتأكيد ليس جميلاً في نظر الجميع، لأن ذائقتهم مختلفة. هذه جوانب ثانوية، وللحديث صلة عن جوانب أهم لهذه الجامعات التي نريدها أن تخرج البشر ليس فقط مؤهلين وجاهزين للعمل، أو لمزيد من التعلم، بل نريدهم أن يتخرجوا سعداء، وضحكتهم من الأذن حتى أختها. [email protected]