حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي من المنافقين الذين في قلوبهم مرض، مؤكداً أن حالهم كما هو في كل زمان ومكان، يرجفون ويخذلون، لينشروا الخوف والضعف في صفوف المؤمنين، ويشككونهم في موعود الله لهم، فكان بعضهم يقول: «يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن أن يذهب إلى حاجته»، بل أخذ بعضهم يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى الدور، ويقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً، وأما المؤمنون الصادقون فإنهم لا يفقدون صلتهم بربهم، وثقتهم بخالقهم، مهما أصيبوا في سبيل الله، فالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، ثبتوا فنصروا، وأحسنوا الظن بالله وتوكلوا عليه. وقال في خطبة الجمعة أمس: «اتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، فلم يجعل الله تعالى الدنيا مقراً دائماً لعباده، ولا دار نعيم لأوليائه، ولكنه أرادها بحكمته دار ابتلاء واختبار، يمحص عباده فيها بالبلايا، ويختبرهم بالمحن والرزايا، وما من مؤمن بالله واليوم الآخر، إلا كان له نصيب من الابتلاء، كما أخبر بذلك رب الأرض والسماء، والابتلاء يكون على قدر العطاء». وأضاف: «كان الأنبياء عليهم السلام، مع ما هم فيه من البلاء، أشرح الناس صدراً، وأعظمهم تفاؤلاً، فخليل رب العالمين، إبراهيم عليه السلام، لما ألقي في النار قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، وهذا كليم الله موسى عليه السلام، حصر مع قومه، بين بحر متلاطم، وعدو غاشم، فقال أصحابه: (إنا لمدركون)، ﴿قال كلا إن معي ربي سيهدين﴾، ولما فقد يعقوب عليه السلام، أحب أبنائه إليه، قال: ﴿يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون﴾». وأوضح أن نبينا صلوات ربي وسلامه عليه لقي من البلاء ما لقي، آذاه قومه، وطردوه من بلده، وتآمروا على قتله، فكان صلى الله عليه وسلم، أجمل الناس صبراً، وأحسنهم بالله ظناً. وشدد على أن الكروب لا تنفرج إلا بالتوحيد، لافتاً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حال حصارهم بالمدينة في غزوة الأحزاب، يكثر من قول: «لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده». وبين الشيخ المعيقلي أن حسن الظن بالله، عبادة قلبية جليلة، لا يتم إيمان العبد إلا بها، وهو ما تقتضيه أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ومن أحسن ظنه بالله، آتاه الله إياه. وفي المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم، عن فضل لزوم المساجد وإعمارها بالعبادة والدعاء وذكر الله وتعلم القرآن والسنة، مبرزاً عظم فضلها وشرفها وقدسيتها وأجر من عمرها عند الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة أمس إن الله تعالى فاضل بين خلقه واختار ما شاء بفضله، وتعبدنا بمعرفة ما جاء النص بتفضيله والامتثال بالمشروع فيه، وهذا يبعث المسلم على السبق إلى الفضائل والتنافس إلى أعلى المراتب.