عممت قيادة الجيش اللبناني أمس نشرة توجيهية على العسكريين تحت عنوان: «لا مكان للفتنة في أي ظرف وتحت أي شعار». ولفتت الى انه «تكاثر في الآونة الأخيرة إطلاق الإشاعات والتكهنات، حول مصير الأوضاع في البلاد، نتيجة انعكاس الصراعات الدولية والإقليمية على الساحة الداخلية، والاحتمالات التي ستعقب صدور القرار الظني للمحكمة الدولية، وما يستتبع ذلك من إمكان حصول فتنة طائفية، وتهديد لوحدة المؤسسات العسكرية والأمنية» مؤكدة أن «لا مؤشرات في المرحلة الراهنة، لانعكاس النزاعات المختلفة في المنطقة سلبياً على الساحة الداخلية»، ومشددة على «وجوب سهر الجميع على تحصين هذه الساحة، والركون إلى الجيش الذي يعمل لمصلحة الوطن وأبنائه كافة، بعيداً من كل التجاذبات السياسية والطائفية وغيرها». ولفتت قيادة الجيش الى ان «تباين مواقف اللبنانيين وآرائهم تجاه القضايا المطروحة، هو في الأساس ظاهرة ديموقراطية معروفة، إذا كان لا يمس بالثوابت والمسلّمات الوطنية، لكن ربط هذا التباين بمصطلحات الانقسام والتشرذم والفتنة، هو الذي يشكل الخطر على البلد، ولن نسمح بحصوله على الإطلاق»، مشيرة الى أن «توغل البعض في فبركة الإشاعات أو الترويج لها، لا سيما ما يتعلق بوحدة المؤسسات العسكرية والأمنية وفي طليعتها الجيش، لدى صدور القرار الظني المرتقب، إضافة إلى التشكيك بمواقف تلك المؤسسات في حينه، دليل عجز هؤلاء عن تحقيق مكاسب سياسية ومصالح خاصة، ومحاولتهم النيل من المؤسسة الوطنية الأولى التي تشكل خطاً أحمر بالنسبة إلى جميع اللبنانيين»، وقالت: «الجيش سيبقى ضمانة وحدة الوطن واستقراره، ولن يسمح تحت أي شعار وفي أي ظرف كان، للمصطادين بالماء العكر، بالربط بين الاختلافات السياسية ومسيرة الأمن والاستقرار، بغية العبث بالأمن أو إشعال نار الفتنة». وأكدت القيادة الجيش ان «الجيش الذي استطاع الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة مؤسساته في أوج حالات الانقسام السياسي خلال السنوات السابقة، هو في أشدّ حالات التماسك كما كان، لا بل أكثر، وذلك يعود إلى يقظة العسكريين ووعيهم لدورهم وصوابية مواقف قيادتهم، واستعدادهم للتضحية إلى أقصى الحدود التزاماً بمبادئهم العسكرية والوطنية»، مؤكدة أن «مهمتنا الأساسية في الدفاع عن حدود الوطن ضد العدو الإسرائيلي، تعمدت بدماء الشهداء والجرحى الأبطال في العديسة، وتلك المهمة لن تؤثّر في استعداد الجيش للقيام بواجباته الأخرى، وفي مقدمها الاستمرار في تعقب الإرهابيين والعملاء، وحماية السلم الأهلي». وشددت على ان «هدف الجيش لم يكن في ما مضى ولن يكون مستقبلاً، تقوية فريق سياسي على حساب فريق آخر، إنما هدفه الثابت حماية مؤسسات الدولة والمواطنين جميعاً من عبث العابثين». ودعت قيادة الجيش «العسكريين إلى رص الصفوف، وإلى المزيد من الجاهزية والاستعداد لمواجهة مختلف الاحتمالات في بداياتها».