«أنا رجل أقدح من رأسي.. ولا يملي أحد عليّ»، «نصيحة يا أحمد عيد لا تنزع الصفات الاعتبارية من الآخرين، لأنك أنت الخاسر الأكبر»، الجملتان جزء من حديث مطول فجّر بعده خالد البلطان الوسط الرياضي السعودي الذي اتهم جزء منه رئيس الشباب ب «العنصرية»، قبل أن يذهب بعضهم بعد ذلك إلى تأويلات أبعد من ذلك، حين تحول إلى مادة «دسمة» في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل على رأسها كالعادة «تويتر» الذي تصدر فيه اسم البلطان محركات البحث في الوطن. تفسيرات شخصية مختلفة دفعت الكثير من الإعلاميين والرياضيين في «تويتر» إلى اتهام رئيس الشباب بالعنصرية، ما دفعه للتأكيد خلال ظهور تلفزيوني ثالث مساء أمس أنه ينوي مقاضاة كل من وجّه له تلك الاتهامات خصوصاً أنه لم يتلفظ بأي لفظ عنصري - بحسب تأكيده - وأنه لم يكن يقصد ذلك بشكل مباشر أو غيره. القصة الأساسية تعود إلى ظهور البلطان غاضباً بعد مباراة فريقه أمام مضيفه الاتفاق في ذهاب نصف نهائي كأس الملك التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، بعد أن رفضت إدارة الملعب رش الأرضية بالماء قبل المباراة، ما يتعارض مع قوانين «فيفا»، قبل أن توافق في شوط المباراة الثاني الذي شهد تسجيل ثلاثة أهداف، ما دعا البلطان إلى تشبيه ما حدث بأنظمة «مباريات حواري»، ليعود مجدداً ويفتح نيرانه تجاه الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيسه أحمد عيد. فصول الحكاية بدأت بعد أن أبدى البلطان اعتراضه على جدولة الاتحاد السعودي للمسابقات والضغط الذي يعاني منه الفريق، خصوصاً أنه يخوض 4 مباريات خلال 10 أيام متنقلاً بين مدن وعواصم عدة، إضافة إلى تأكيدات الإدارة الشبابية تعمد الاتحاد السعودي استفزازهم من خلال تكليف حكام كانت لهم مواقف سلبية مع الكتيبة البيضاء، مع اتهام اتحاد عيد بأنه كان «ضعيفاً جداً في قرارات مفصلية»، وأنه يعمل وفقاً «لمن صوّت له»، مطالباً بعقد ورشة عمل و«سماع صوتهم من أجل بناء منظومة وشراكة واحدة ترتقي باللعبة». ليعلّق أحمد عيد لاحقاً على أحاديث الإدارة الشبابية بقوله: «إن ما قاله البلطان يعبّر عن شخصيته وليس عن نادي الشباب النادي المثالي وصاحب التاريخ الرياضي الحافل»، ليأتي رد البلطان متضمناً: «أنصح أحمد عيد بعدم تجريد الآخرين من صفاتهم الاعتبارية، لأنه سيكون الخاسر الأكبر»، الجملة التي سارت في البرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، إذ استغلها البعض لتوجيه تهمة «العنصرية» للبلطان، قبل أن يخرج رئيس الشباب فضائياً في ظل الحملة المستميتة بعد تصريحه ويوضح: «ليس بيني وبين عيد أي خلاف شخصي، عتبنا السابق ونصيحتنا كانت موجهة للاتحاد وليس لعيد». ويضيف: «لم أقصد الإساءة لعيد، نصحته بألا يجرد غيره من المناصب لأنه سيكون الخاسر الأكبر، كونه رئيساً للاتحاد السعودي». وفي سياق رده على عيد، قال البلطان: «أنا رجل أقدح من رأسي، ولا يملي أحد علي» مكرر إياها أكثر من مرة، في إشارة إلى أنه يتخذ القرارات من دون أن يجبر على شيء بخلاف رئيس الاتحاد الحالي، مشدداً على أنهم ينوون مناقشة الاتحاد السعودي في الكثير من الأخطاء التي وقعوا فيها هذا الموسم، واعداً بكشف تلك الحقائق التي تثبت تعرض فريقه لعدد من الاستفزازات من الاتحاد السعودي، في حال لم يقبل الاتحاد مناقشتهم. وألمح البلطان إلى أنه لم يقم بالتشكيك في ذمم العاملين في الاتحاد السعودي واتهام الأندية ببيع المباريات كما يفعل غيره، وقال: «نحن انتقادنا مقصور دائماً على النظام، لم نتهم غيرنا ولم نردد الدفع الرباعي، وأفلام هندية وغيرها، على رغم ذلك نعاقب دوماً ويتم التغاضي عن غيرنا».