توفيت عالمة الآثار العراقية سلمى الراضي (71 سنة) بعد صراع مع مرض الزهايمر وداء السرطان الذين داهمها في السنة الأخيرة من حياتها بمنزلها في نيويورك. ولدت الراضي في 23 تموز (يوليو) 1939 في بغداد، ونشأت في بلدان عديدة، أهمها ايران والهند حيث تولى والدها منصب سفير العراق في هذين البلدين لسنوات عديدة. تخرجت في جامعة كامبريدج البريطانية بشهادة البكالوريوس في علم الآثار واللغات السامية القديمة، ونالت شهادة الماجستير من جامعة كولومبيا الأميركية، وحصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة أمستردام. وكان موضوعها للدكتوراه مواقع العصر الحجري الحديث في قبرص. كانت الراضي عالمة آثار شغوفة بعمليات التنقيب عن الآثار، فشاركت في حفريات بمناطق عديدة في الشرق الأوسط، منها العراق وسورية وتركيا والكويت ومصر واليمن حيث أمضت معظم حياتها المهنية. عملت منذ نهاية سبعينات القرن الماضي مستشارة لدائرة الآثار اليمنية، وكان لها دور محوري في تأسيس المتحف الوطني اليمني في صنعاء. وخلال عملها هناك، اكتشفت في مدينة رداع مدرسة العامرية، ووقعت في حب ذلك المبنى المعماري المتداعي. بيد أنها قررت أن تهب حياتها المهنية لترميمه وإحيائه. وأقنعت الحكومتين اليمنية والهولندية بتمويل مشروع ترميم هيكل البناء أولاً، ثم ناضلت وحصلت في السنوات العشرين التالية على تمويل ترميم المبنى بكامله. وأحيت مع فريقها اليمني تقنيات البناء التي كانت تسود العصور الوسطى في تلك المنطقة، معتمدة في ذلك على الإحترام والتشجيع لتجارب المهنيين المحليين الذين توارثوا تلك التقنيات جيلاً عبر جيل. وأدى هذا الاحترام الى انخراط العديد من اليمنيين - من الأئمة والسياسيين والموظفين الحكوميين وأبناء المنطقة - في ذلك المشروع بغية انجاحه. وبدأت عمليات ترميم العامرية في مطلع ثمانينات القرن الماضي واكتمل في عام 2004. منح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وسام الثقافة الرئاسي لسلمي. كما نالت عام 2005 جائزة الآغا خان للعمارة تقديراً لجهودها الجبارة طوال ثلاثة عقود.