اعتبر عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور ثامرحمدان الحربي موافقة مجلس الوزراء (خلال جلسته الأخيرة) على منع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً من دخول مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في موسم الحج تتويجاً لاعمال المعهد الذي خرجت من بين أفكاره هذه الدراسة، معرباً عن سعادته بأن تكون دراسات المعهد محل اهتمام القيادة الرشيدة وأن تسهم أبحاث المعهد فى الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وقال ل «الحياة»: «إن المعهد يضطلع بالكثير من المشاريع البحثية لمعالجة المشكلات والتحديات المتعلقة بالحج والعمرة، من خلال رؤية طموحة وشاملة يقوم عليها نخبة من الباحثين الأكاديميين المختصين، وكان من أهم دراساته التي خرجت إلى النور حديثاً هذه الدراسة المتعلقة بمنع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً من دخول مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة»، مشيراً إلى أن المعهد سبق أن قدم توصياته بمنع دخول السيارات الصغيرة للمشاعر وهو ما تم العمل به فى موسم حج 1403. وأبان الحربي أن الدراسة خضعت الموسم الماضي للتجربة للمرة الأولى، «وقد جاءت بمردود إيجابي بحسب تقارير المراقبة وانعكست آثارها على مستوى الأداء عموماً»، مشيراً إلى أن الدراسة كان لها أثر ملحوظ في تيسير تنقلات ضيوف الرحمن في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج العام الماضي 1430، وتحقيق انسيابية عالية في حركة المرور، إضافة إلى تخفيف كثافة المركبات على الطرق في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وهو ما ساعد على إيجاد مساحات بينية فى محيط الحجاج داخل المشاعر مكنتهم من الحركة بحرية أكثر. وأكد أن دراسة منع المركبات ستكون أكثر إيجابية هذا العام لتزامنها مع تطبيق المرحلة الثالثة من مشروع الرحلات الترددية، التي ستطبقها مؤسسة حجاج الدول الأفريقية غير العربية ومؤسسة حجاج إيران، إضافة إلى تجربة قطار المشاعر الذي يتم تشغيله للمرة الأولى لنقل حجاج الداخل والخليج العربي، لا فتاً إلى أن مشروع الرحلات الترددية استفاد منه نحو 500 ألف حاج حتى موسم حج العام الماضي وسيصل إلى نحو 750 ألف حاج بزيادة قدرها 250 ألفاً إضافياً تشمل المرحلة الثالثة من المشروع. «ومع وجود قرار منع السيارات ستنتهي نفرة الحجيج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة في وقت قياسي، إضافة الى مشروع قطار المشاعر الذي سيسهم فى نقل نحو 170 ألف حاج». ولفت إلى أن جميع هذه الحلول ستقضي تماماً على الأزمة المرورية التي تعاني منها منطقة المشاعر المقدسة خلال فترة الحج. من جانبه، وصف الأمين العام لهيئة النقابة العامة للسيارات مروان بن رشاد زبيدي قرار منع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً من دخول مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بأنه قرار تاريخي يخدم مشروع الحركة الترددية وحافلات النقل عموماً. وأوضح زبيدى أن قرار المنع لن يؤثر على الخطط التشغيلية لشركات النقل المنضوية تحت مظلة النقابة، كون هذه الشركات تملك أسطولاً من الحافلات لا تنطبق عليها شروط الحظر، إذ تستخدم هذه الشركة في تنفيذ خطتها التشغيلية لمواسم الحج حافلات تبدأ طاقتها الاستيعابية من 49 راكبا فأكثر، مشيراً إلى أن عدد الحافلات التى تقل عن 25 راكباً داخل منظومة النقابة قليل جداً وأهدافها التشعيلة مختلفة عن الحافلات الكبيرة، إذ تعمل على الخطوط الخارجية وليس للنقل داخل المشاعر، مؤكداً أن قرار الحظر لن يؤثر على برامج هذه الشركات. وأكد أن النقابة على رغم ذلك قامت من جانبها بالتأكيد على منسوبيها من الشركات بضرورة تفعيل قرار الحظر القاضي بمنع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً من دخول مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة خلال فترة الحظر، مؤكداً أن جميع الشركات ستنفذ تجربة نقل الحجاج داخل مشعر مكةالمكرمة، من خلال أسطول الحافلات ذات الطاقة الاستيعابية الكبيرة، مؤكداً أن الاستعدادات بدأت مبكرة داخل جميع الشركات المشاركة فى موسم حج هذا العام، وأن النقابة وضعت جميع استعداداتها لمواجهة أي عجز قد يحصل في عدد المقاعد الواجب توفيرها لخدمات نقل الحجاج.