نجحت القوات الخاصة الأردنية بتحرير 14 رهينة احتجزهم مسلحون في قلعة الكرك التاريخية، في وقت شهد عدد من المواقع الأمنية في المدينة هجمات مسلحة أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، بينهم 7 من رجال الأمن ومدنيان وسائحة كندية، وإصابة أكثر من عشرين مدنياً ورجل أمن وصفت إصابات بعضهم بالخطيرة. وفيما أكدت مصادر أمنية «استمرار عملية تمشيط المنطقة، وإغلاق جميع منافذ المحافظة»، لم تكشف الحكومة الأردنية عن عدد المسلحين وجنسياتهم وانتماءاتهم التنظيمية، في وقت أعلن رئيس الحكومة الأردنية هاني الملقي خلال انعقاد جلسة مجلس النواب المسائية، عن عدد من «شهداء الأمن العام». وتضاربت الأنباء في شأن جنسيات المسلحين، وعلمت «الحياة» أن «بينهم من يحملون جنسيات عربية، وأحدهم على الأقل سوري الجنسية، وأن استمرار التأهب الأمني في المدينة يعود إلى عدم معرفة عدد المسلحين». وشهدت مدينة الكرك عصر أمس الأحد، تبادلاً لإطلاق النار بين قوات أمن ومجموعة مسلحة تحصنت لاحقاً في قلعة الكرك التاريخية بعد تمكنها من احتجاز 14 رهينة من السياح الأجانب. وفي التفاصيل التي حصلت عليها «الحياة» من مصدر أمني أردني، فإن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغاً عن اشتباه بوجود خلية إرهابية في أحد المنازل في منطقة القطرانة (الواقعة على بعد 70 كيلومتراً جنوب العاصمة) كانت تعكف على تحضير مواد متفجرة داخل منزل مستأجر حديثاً وتعود ملكيته إلى أحد سكان محافظة الكرك. وبدا أن المصادفة المحضة كانت وراء اكتشاف الخلية. وفيما تضاربت التكهنات في شأن أعداد المسلحين، ذكرت المصادر أنه لدى وصول عناصر من الأمن الوقائي، أطلق المسلحون النار من مسافة قريبة، ما تسبب بقتل عنصريْ أمن، مضيفة أن لدى فرار المسلحين باتجاه مركز المحافظة، أطلقوا النار على دورية شرطة تقف أمام المنطقة الصناعية، ليستكمل المسلحون طريقهم باتجاه مركز المحافظة متحصنين بقلعة الكرك التاريخية وسط المدينة، حيث احتجزوا عدداً من الرهائن من جنسيات أجنبية، إضافة إلى عدد من سكان المحافظة. وأجلى مدنيون عدداً من الرهائن بمركباتهم الخاصة، فيما تدافع عدد من شباب المحافظة إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين، كما حاول آخرون اقتحام القلعة ومساعدة القوى الأمنية، ما دفع قيادات أمنية إلى استخدام مآذن المساجد للطلب بإفساح المجال والابتعاد عن المكان حفاظاً على سلامة المدنيين، وفق شهود تحدثوا إلى «الحياة». وأعاقت الأمطار الغزيرة والضباب جهود القوى الأمنية في سرعة تحرير الرهائن واعتقال المسلحين الذين تحصنوا في أماكن متفرقة من القلعة التاريخية.