أنهى معلم لمادة الحاسب الآلي، فيلماً قصيراً يعالج ظاهرة السرقات باستخدام الدراجات النارية، التي شهدت انتشاراً واسعاً خلال السنوات الأربع الأخيرة، ويغلب على المتورطين فيها كونهم من شريحة الشباب. ولاقى الفيلم، الذي عُرض على أقراص مُدمجة، رواجاً واسعاً بين الشبان في محافظة القطيف، وكذلك على المنتديات الإلكترونية. كما حصد جائزة في مهرجان سينمائي أقيم على مستوى محافظة القطيف. واستمد المخرج علي المحيشي، قصة فيلمه، الذي حمل مسمى «الصلاة الأخيرة»، من «أحداث حقيقية حصلت لأحد الشبان، الذي امتهن السرقة وإيذاء الناس بكل السبل. وقد صغتها في قالب درامي». ويقول المحيشي: «في البداية؛ كانت الفكرة أن أصور فيلماً قصيراً يمكن تداوله عبر «الموبايل». ولكن بعد استحداث مسابقة الأفلام القصيرة على مستوى محافظة القطيف، ضمن مهرجان «ترانيم للإبداع الفني» التي تقام في شهر رمضان المبارك من كل عام، فكرت أن أغير أسلوب تصوير الفيلم، ليكون مناسباً للمشاركة في المسابقة، وهذا ما تم فعلاً». وحصد الفيلم الجائزة الثالثة في النسخة الأخيرة من المهرجان. ويستهل المحيشي فيلمه الذي لم يكتف بإخراجه بل قام فيه أيضاً بدور مهندس الصوت، والإضاءة، والتصوير، بأسرة جالسة في كورنيش القطيف، ويأتي شاب على دراجته النارية، ويسلب السيدة حقيبتها، ثم يلوذ بالفرار، وبعدها يتعرض الشاب ذاته إلى حادثة، تقلب حياته رأساً على عقب، إذ يتوقف ليقل رجلاً، في طريق شبه مقطوع، ويطلب منه ان يوصله إلى المسجد المجاور، وبعد أقل من خمس دقائق، يوقفه شاب آخر، فيطلب منه السائق أن يجلس في المقعد الخلفي، لأن شخصاً آخر في المقعد الأمامي، فيستنكر الأخير كلامه، ويجيبه بان المقعد الأمامي فارغ. وهنا يرد من جلس في المقعد الأمامي، ليخبره بان لا أحد يراه سواه، وان هناك دقيقتين متبقيتين في حياته، عليه خلالهما الصلاة والاستغفار. وهنا يبدأ الشاب بتذكر ما فعله، فينزل من السيارة لأداء الصلاة، بعد أن توضأ من قارورة ماء كانت معه، ليلوذ بعدها الاثنان اللذان كانا في السيارة بالفرار، لأنهما سارقان. ويختتم الفيلم بتوبة الشاب، وعمله في سوق الخضار، ليكسب الرزق الحلال. ويؤكد المحيشي، على ان «المخرج يجب أن يحترم وعي مشاهديه فيما يقدمه لهم. فليس كل الأشخاص يتقبلون النصيحة في شكل مباشر، ولهذا ضمنت فكرة النصيحة والعبرة داخل الفيلم وضمن قصة، وحاولت ان لا أشعر المشاهد أنها رسالة ونصيحة». ويعمل المحيشي مدرساً للحاسب الآلي، ولكنه يهوى التصوير الفوتوغرافي، والإخراج. ويؤكد أنه عمل على إنجاز هذا الفيلم «بشكل فردي، كي أعالج قضية ذات طابع اجتماعي مهم، وهي السرقة بواسطة الدراجات النارية، والتي سجلت تنامياً مضطرداً خلال الفترة الماضية، وهذا ما يتضح من خلال ما تنشره الصحف نقلاً عن الأجهزة الأمنية».