أكد التيار الصدري عودة العشرات إلى صفوفه من المنشقين عنه الملتحقين ب «عصائب أهل الحق». وأعلن ان «العراق لايحتاج الى مؤتمر طائف جديد لحل مشكلاته». وقال النائب نصار الربيعي في تصريح الى «الحياة» إن»تاريخ الشعب العراقي الحديث فيه من التجارب مع الاحتلال البريطاني مطلع القرن الماضي ما يكفل حلولاً واقعية وحقيقية تقتلع كل خلافاته من جذورها». وأضاف: «ليست هذه الحقبة وما رافقها من مؤامرات شق الصف باسم الطائفية او القومية هي الأولى التي نتعرض لها. البريطانيون سبقوا الأميركيين في مبدأ فرق تسد ولم ينجحوا»، مشيراً إلى ان «ما نحتاج اليه الآن لحل كل عقد السياسة والتعايش هي الثقة العالية بين القوى فهي الضمانة الأكبر للجميع». وتابع ان جولات السياسيين العراقيين على الدول الأخرى»صنفان، الأول يسعى الى توضيح ما يجرى في البلاد والمطلوب لدعم العملية السياسية والقضاء على الإرهاب، وهذا امر مقبول ومن حق الجميع ممارسته. اما النوع الآخر فهو من باب الاستقواء بالخارج وحض هذه الدولة على التدخل في الشأن العراقي، وهذا امر مرفوض جملة وتفصيلاً «. ويعد التيار الصدري ( 40 نائباً وأكثر من نصف مقاعد الائتلاف الوطني) ثاني قوة شيعية بعد حزب «الدعوة» جناح رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي (89 مقعداً). واستبعد الربيعي « تمرير اي اتفاق يحاك في الخارج لأن ارادة الشعب اقوى من كل العناوين الشخصية وهي الآن بيد ممثليه في البرلمان». وعن التحركات الأخيرة في الداخل والخارج ومبادرة المصالحة الوطنية ، أعلن مكتب المرجع الشيعي محمد صادق الصدر ان العشرات من الذين انشقوا عن تيار الصدر والتحقوا ب «عصائب أهل الحق»، بزعامة قيس الخزعلي اعلنوا توبتهم وعادوا الى التيار خلال الشهور الماضية. ومنع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر انصاره من الاعتداء على من لم يتب . وأكد مساعد الصدر حازم اللأعرجي في تصريح الى «الحياة « ان « مكاتب السيد الشهيد خلال الشهور القليلة الماضية استقبلت العشرات ممن غرر بهم وانضموا الى تنظيم العصائب وأعلنوا توبتهم». وأضاف « قبل ايام استقبلنا حوالى الأربعين عنصراً قدموا الى مكتبنا في حافلات رافعين لافتات كتبت عليها عبارة تائبون». وكان الصدر دعا في حزيران ( يونيو) الماضي»المجاهدين الراغبين في العمل ضد العصائب إلى الانفصال عنهم والعمل تحت مركزيتنا بما نملك من القليل من حطام الدنيا». وأشار حينها مخاطباً « كتائب حزب الله في العراق « إلى ان «الإخوة في الكتائب يظنون بأن العصائب ما زالوا يعملون ضد المحتل، الا انهم واهمون، ولذا نرجو منهم عدم زج مثل هؤلاء بين العاملين الحقيقيين والمستمرين على المقاومة». وقلل الأعرجي من اهمية ما يشاع عن قوة العصائب وقال:»انهم لايتعدون العشرات وليسوا بهذه الأهمية من التأثير في الشارع العراقي». وانشقت «العصائب» عن «جيش المهدي» بعد العمليات العسكرية في النجف عام 2005 بقيادة الشيخ قيس الخزعلي، الناطق السابق باسم الصدر لتنفيذ عمليات خاصة ابرزها حادثة خطف فنيين بريطانيين من داخل وزارة المال العراقية عام 2006.