كابول – رويترز، يو بي آي – أعلن متعاقد وأعيان قرية أفغانية ان الجيش الأميركي ومانحين دوليين لمشاريع إعادة الإعمار يقدمون أموالاً الى متمردين في مناطق مضطربة في أفغانستان من اجل حماية رجالهم ومشاريعهم ومعداتهم. وصرح محمد إحسان بأنه اضطر الى دفع مبلغ 200 الف من عقد بقيمة 1.2 مليون دولار حصل عليه من الجيش الأميركي قبل شهرين لإصلاح طريق في ولاية لوغار جنوبكابول، بعد أن خطف متمردون شقيقه وطالبوا بفدية. وأشار احسان الى ان المتمردين ابلغوه انهم يحتاجون للأموال الأميركية من اجل تمويل عملياتهم، و «هم طلبوا تحويل الدولارات الى عملة أفغانية أو باكستانية لأن النقود الأميركية حرام بالنسبة الى المسلمين». وأكد احسان ان دفع أموال للمتشددين أمر شائع في أفغانستان، حيث يصعب أن تعمل في قرى أو مناطق نائية من دون استرضاء قادة المتمردين المحليين. وقال عبدالغفور نوري، صاحب شركة نقل في كابول، إن «دفع أموال للمتمردين أمر طبيعي. افعل ذلك لتجنب مهاجمتهم بضائعي، ولا يهمني ماذا يفعلون بالأموال. إذا لم تفعل ذلك تتعرض ممتلكاتك للهجوم والتدمير في اليوم التالي». كذلك، أكد أعيان في مجالس التنمية القروية التي تتسلم اموال لتنفيذ مشاريع صغيرة تعرضهم لعمليات ابتزاز. وقال أسلم جان من مقاطعة براكي براك بولاية لوغار: «اعطاني فريق الاعمال في الولاية 500 ألف أفغاني (10 آلاف دولار) لتنظيف مجاري الصرف الصحي في قريتي، لكنني اضطررت لدفع 200 ألف منها لطالبان». واعلن الرائد جويل هاربر، الناطق باسم قوات الحلف الأطلسي (ناتو) انه يعلم بهذه التقارير، و «لا شك في ان اساليب التعاقد تشكل جزءاً من جهود مكافحة التمرد، لذا ستخضع هذه الحوادث لتحقيق، تمهيداً لاتخاذ إجراءات لمنع تكرارها». وخلص تحقيق أجراه الأسبوع الماضي مجلس الشيوخ الأميركي في أعمال شركات الأمن الخاصة المتعاقدة في أفغانستان الى ان أموالاً تصل أحياناً الى زعماء ميليشيات على صلة بالمتمردين، لكنه لم يتطرق الى قنوات أخرى محتملة تنقل الأموال الأجنبية الى جماعات المتمردين. ويهاجم مقاتلو حركة «طالبان» بانتظام قوافل الإمدادات ومشاريع التنمية إضافة الى الأهداف العسكرية، لكن ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» نفى أن ابتزاز الحركة المتعاقدين من اجل الحصول على أموال، مشيراً الى استخدام أطراف أخرى اسم «طالبان» لتشويه سمعتها. وقال: لا نحتاج الى أموال من أي منظمة ترتبط بالغزو. الناس يساعدوننا طوعاً، وسنواصل جهادنا ضد كل قوات الاحتلال والمتعاقدين معها». على صعيد آخر، أعلن الجيش الأفغاني أن طاقماً من ستة فيلبينيين وهندي وكيني قتلوا لدى تحطم طائرة شحن إثر اصطدامها بجبل خارج كابول. وأفادت شركة «ناشيونال إير كارغو» التي تشغل الطائرة وتتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً لها ان طائرة الشحن المدنية كانت في طريقها من قاعدة باغرام الجوية الأميركية إلى كابول حين اصطدمت بجبل يبعد مسافة 30 كيلومتراً شرق العاصمة الأفغانية. وكشف الكولونيل الأفغاني عبدالواسع ان تشغيل الطائرة بدأ في أفغانستان قبل نحو شهر، من اجل نقل امدادات لقوات الحلف الأطلسي من قاعدة باغرام إلى ولاية بكتيكا (جنوب شرق). واعلنت هيئة الطيران المدني أن سبب التحطم ما زال قيد التحقيق، مع العلم ان شهود لمحوا اندلاع النيران فيها قبل تحطمها.