اكتشف فريق بحثي سعودي وبريطاني من مركز التميز في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة "أكسفورد" البريطانية لبحوث البتروكيماويات طريقة جديدة آمنة وسريعة لتحويل المركبات الهيدروكربونية البترولية الثقيلة إلى غاز الهيدروجين وبكميات كبيرة وبسرعة عالية، وذلك من طريق تفاعل كيماوي حفزي باستخدام مفاعل ميكروويف مطور. وقالت المدينة في بيان صحافي اليوم وفق ما أوردت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أن مجلة «Nature» العلمية سلطت الضوء في عددها الحالي على هذا الاكتشاف الجديد الذي يأتي ضمن مبادرات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لرؤية المملكة 2030، ويعد سبقاً علمياً جديداً يفتح المجال أمام الاستفادة من النفط الثقيل في المملكة العربية السعودية والشمع البترولي الناتج من العمليات البتروكيماوية لإنتاج الهيدروجين، واستخدامه في خلايا وقود المركبات وغيرها من التطبيقات الأخرى، كما يمكن أن يكون وسيلة لتسويق النفط كمصدر للطاقة الخضراء. وأشارت إلى أن مركز التميز يضم باحثين من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعات «أكسفورد» و«كامبريدج» و«كارديف» البريطانية، وبدأ العمل فيه العام 2010، وأثمر عن تسجيل العديد من براءات الاختراع العالمية، بالإضافة إلى البحوث المنشورة في أرقى المجلات العالمية المحكمة. وتواجه تقنية الهيدروجين تحديات عدة مثل المادة المخزنة للهيدروجين وسهولة إطلاقها له إلى جانب وزنها ودرجة الأمان عند النقل والتعامل. وعلى رغم الجهود التي بُذلت في العقود الماضية في البحث في مجال مواد تخزين الهيدروجين لخلايا الوقود، لا توجد مادة لها المتطلبات الأساسية لتخزين الهيدروجين في الوقت نفسه ولها خاصية إطلاق غاز الهيدروجين بسلاسة بشكل كبير وسريع يتناسب مع متطلبات استخدامها في مركبات خلايا الوقود. ويُعرف علمياً ان إنتاج مادة الهيدروجين صعب نظراً إلى سرعة اشتعالها وانفجارها بالإضافة إلى صعوبة التحكم الحراري بالتفاعل والتغيرات في التشكل التركيبي عند الشحن والتفريغ، إذ يتطلب التعامل مع السوائل العضوية المستخدمة لتخزين الهيدروجين حذراً شديداً بسبب تفاعلها الشديد مع المؤكسدات القوية، ما قد يؤدي إلى اندلاع الحريق والانفجار، وأحياناً قد يكون للسائل العضوي مخاطر سمية عند التعرض له.