تسببت ارتفاع وتيرة المشكلات الزوجية في محيط هتون أحمد، التي تبلغ من العمر 27 عاماً، رفضها التام لفكرة الزواج، وقالت ل«الحياة»: «أصبحت اليوم أرفض فكرة الزواج، وكلما تقدمت بالعمر بت أرفضها أكثر، وذلك بسبب ما أراه من مشكلات ومعاناة الفتيات المتزوجاتإذ أنني أريد رجلاً يحميني ويساعدني على النجاح، ولا يطمع في راتبي، أو يود أن يحصل على جارية في مسمى زوجة، إذ أصبح جميع الرجال لدينا يعتبرون الزواج مجرد صفقة للحصول على امرأة بمميزات الجارية وبنك متوفر على مدار الساعة، وأم لأطفاله، وعاملة منزلية تطعمه وتغسل ثيابه، إذ إنني اكتشفت فجأة بعد أن تجاوزت مرحلة المراهقة بأن فارس أحلامي لا يمتلك شقة وسيارة فاخرة وجميل ويقيم لي حفلة زفاف كبيرة، بل أريد رجلاً أعيش معه من دون أن أخاف منه ومن أن يبيعني في يوم ما، أو يغار مني ومن نجاحاتي، أحتاج لرجل محترم وراقٍ في تفكيره، يشجعني على النجاح والمضي إلى الأمام، خصوصاً أنني بت متأكدة بأن غالبية الرجال يخونون زوجاتهن بعد مدة من زواجهم لا تقل عن عشرة أعوام، أو يكون خائناً بطبعه». وأضافت أنها لم تعد تخاف من نقد المجتمع أو تهتم لإرضائه بل هي اليوم تسعى إلى إرضاء نفسها: «لم أعد تلك الفتاة الساذجة التي تسعى إلى أن تغيظ صديقاتها بزواجها الناجح والمثالي، أو حفلة الزفاف الكبيرة، وإسكات المجتمع عن الكلام، على رغم أن هذا المجتمع يصعب إرضاؤه، فإن لم أتزوج قالوا «عانس»، وإن تزوجت باتوا يبحثون عن عيوب زواجي وثغرات في حياتي، ومن منا كامل ويمتلك كل ما يريده، ولكنه مجتمع تافه لا يجيد سوى الثرثرة، وأنا أجد أني لي مستقبل مشرق وجميل يتخلله الكثير من النجاحات ولا يرافقني خلالها رجل، بل أجد أن الرجل يعوق هذه النجاحات، خصوصاً الرجل السعودي، فهو يخاف من المرأة الناجحة، إذ نجد أنهم يبلغون سن 27 عاماً ويقدمون على الزواج من فتيات في سن 17 عاماً، وذلك لكونهن ساذجات وتفكيرهن لم ينضج بعد، وبذلك تبدأ المشكلات وترتفع نسب الطلاق بعد أن تكبر وتنضج وتجد أن هذه الحياة ليست بالحياة التي تسعى إليها أو تستطيع من خلالها تحقيق طموحها، ويتهرب الرجل السعودي من الزواج بفتاة كاملة النضج وتعتمد على نفسها، إذ إنه يعلم بأنها تستطيع الاستغناء عنه في أي وقت والاعتماد على ذاتها وصاحبة شخصية قوية، ولهذه الأسباب أرفض الزواج إلا في حال وجدت الرجل المناسب وليس الأناني المناسب». في المقابل أكدت هالة طاشكندي، وهي أم لثلاثة أطفال بينهم فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، وامرأة عاملة ومطلقة، تبلغ من العمر 35 عاماً، على أن الزواج في هذا الزمن لم يعد يعني الأمان والاستقرار وتكوين أسرة ينتج عنها أجيال للمستقبل، بل مجرد عقد يربط اثنين ببعضهما البعض وقد ينجح هذا العقد أو يُلغى، وفي غالبية الحالات يُلغى ويترتب على إلغائه تدمير أسرة بأكملها، وإخراج جيل حاقد وناقم على المجتمع يسعى لهدمه لا لبنائه، وقالت ل«الحياة»: «إنني أرفض أن أزوج ابنتي وهي في هذه السن رفضاً قاطعاً، إذ أفضل أن تكون في نظر المجتمع «عانس» ولا امرأة تعيسة تعيش حياة لا قيمة لها، وتفقد أي سبب يدفعها للعيش إلا لأطفالها، فهي اليوم صغيرة غير ناضجة لا تقدر ما المناسب لها، ولهذا أحرص على أن تبلغ سن الرشد وينضج عقلها وتعيش مراحل حياتها وبعد ذلك تقرر ما المناسب لها، إذ إنني لا أريد لابنتي أن تعيد تاريخي الذي ضاعت فيه أجمل سني حياتي مع رجل لا يستحق هذه الكلمة، ولا أستطيع أن أقول سوى أنه لو يعاد العمر فلن أتزوج إلا بعد أن أبلغ سن 25 عاماً، وقد لا أتزوج نهائياً في حال لم أجد الرجل المناسب». ومن جانبها أضافت سديم الهاجري، وهي فتاة عاملة تبلغ من العمر 25 عاماً ل«الحياة»: «لم أعد أرى أن الزواج أمر مهم أو من أولويات الحياة، إذ كنت مخطوبة وأنا صغيرة وكانت فترة في حياتي غير سيئة للغاية، ولكن الأكيد بأنها ستكون جداً سيئة إذا استمرت تلك المرحلة وتطورت إلى زواج، إذ إنني كنت سأنهي حياتي بالارتباط بالرجل غير المناسب، والسبب الرئيس في رفضي للزواج هو أنه لم يعد هناك رجال، خصوصاً في هذا المجتمع، ولا أهتم برأي المجتمع أو فكرته عن الفتاة العانس، إذ إنني مقتنعة تماماً بأنه لا يوجد فتاة عانس، فالزواج قسمة ونصيب، والله عز وجل يقول (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فلماذا أدمر حياتي وأعلقها على رجل، بينما الرجل لدينا لا يهتم بالمرأة ولا يقدرها، ولا تقف حياته عليها، ولكن المرأة في هذا المجتمع يربطون حياتها بالزواج ووجود الرجل في حياتها». وأضافت: «إنني لا أعترض على الرجل بشكل شخصي، ولكن لا أجد من يستحق التضحية وتقديم التنازلات من أجله».