واشنطن - رويترز - تواجه ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما الجمعة المقبل، استحقاق الموعد النهائي لإعلانها رسمياً للمرة الأولى، تلاعب الصين بعملتها، بعد موافقة الكونغرس في عام الانتخابات على التشدد مع بكين. ووافق مجلس النواب الأميركي الشهر الماضي، على تشريع يستهدف الصين سيسمح للولايات المتحدة بالعمل على حماية الوظائف من خلال تطبيق رسوم على الواردات من الدول المقوّمة عملاتها بأقل من قيمتها في شكل جوهري. ويدلي الناخبون الأميركيون بأصواتهم في انتخابات الكونغرس في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والتي تعتبر استفتاء على اسلوب معالجة أوباما للاقتصاد، وجعل بعض السياسيين من سياسة الصين في شأن العملات موضوعاً في الحملة الانتخابية. وفشل اجتماع صندوق النقد الدولي في واشنطن الأسبوع الماضي، في نزع فتيل التوترات بين الصين وبعض الدول المتقدمة، منها الولاياتالمتحدة، التي تضغط على بكين للسماح بارتفاع قيمة اليوان. ويقضي القانون الأميركي بأن تصدر وزارة الخزانة تقريراً نصف سنوي، يتعلق بممارسات الشركاء التجاريين الرئيسين في مجال العملة. ومنذ توليها السلطة في كانون الثاني (يناير) عام 2009، رفضت ادارة اوباما تصنيف الصين على أنها تتلاعب بالعملات، على رغم أن اقتصاديين كثراً يعتقدون ان اليوان الصيني مقوم بأقل من قيمته بما يتراوح بين 25 في المئة و40 في المئة. وقال وزير المال الأميركي تيموثي غايتنر الاسبوع الماضي في معهد بروكينغز في واشنطن: «لدى تحرّك اقتصادات كبرى لديها عملات مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية لمنع ارتفاعها، تشجع دول اخرى على التمثل بها». واعتبر أن «المشكلة الرئيسة اليوم هي وجود مجموعة من الاقتصادات الناشئة التي ما زالت تقوّم عملاتها بأقل من قيمتها، وتمانع في الوقت ذاته بشدة رفع قيمتها». وأشار إلى أن الصين «ستكون اقل احتمالاً للتحرك للسماح بارتفاع عملتها بسرعة اكبر»، ما لم تكن واثقة من لحاق دول أخرى بها. ورأى رئيس معهد «بيترسون» للاقتصادات الدولية فريد برجستن، أن من «الصعب التصديق نظراً إلى هذا التصريح، ألا يشير غايتنر الى تلاعب الصين بالعملة في تقرير الجمعة المقبل». لكن افترض أن «الأمر الأكثر احتمالاً هو تأخير صدور التقرير الى ما بعد الانتخابات»، إذ «كيف يمكن عدم إعلان الصين متلاعبة بالعملة؟». ورأى المعهد «أن اليوان الصيني يتداول دون قيمته بما بين 15 في المئة و25». ويعتقد برجستن ومشرعون اميركيون، أن على الولاياتالمتحدة «بدء تصنيف الصين رسمياً، على أنها متلاعب بالعملات، وهي خطوة ستتطلب من ادارة اوباما تكثيف العمل مع الصين لدفعها إلى التحرك». وأعلن غايتنر أمام مُشرعين اثناء جلسات في الكونغرس الشهر الماضي، مشاطرتهم «القلق في شأن اليوان المقوم بأقل من قيمته». لكن وصف دولة في شكل رسمي، بأنها متلاعبة بالعملة مسألة عقيمة اساساً، لأنها لن تفضي إلا إلى مزيد من المحادثات مع بكين.