بعد تعثر صعود السلم العالمي لأعوام عدة، والخروج من التصفيات الأولية، ها هو منتخبنا الشاب يصعد وبقوة درجات ذلك السلم، ويفرض اسمه ضمن الموجودين في كولومبيا 2011، متجاوزاً كل الظروف والمعوقات، وبمدرب وطني لعل في تحقيق المنتخب هذا الإنجاز تحت قيادته إيذاناً ببدء صفحة جديدة من الثقة بين الأندية والمدربين الوطنيين. منتخبنا الشاب أعاد لنا بلعب أفراده وحماستهم، ذكرياتنا في آسيا وكأس العالم التي حققناها ذات يوم، وعلى رغم كل ما قيل عن جفاف منابع الأندية من النجوم والموهوبين، إلا أننا رأينا فريقاً رائعاً يتحرر من هزيمة المباراة الأولى أمام الصين، وبثلاثة أهداف كانت كفيلة بزعزعة ثقة كل أعضاء الفريق بأنفسهم، لينهض «الأخضر الشاب» واقفاً، ويلحق بالركب بفوزين مهمين على تايلاند وسورية، ليحل ثانياً في مجموعته، وهذا يعني أن جهداً إدارياً وفنياً بذل، ليخرج الفريق من تداعيات كبوة البداية، لأنه عندما حمي الوطيس كان في الموعد وهو يقابل أوزبكستان وهي متصدرة مجموعتها، وعلى رغم تقدمها بهدف مبكر، إلا أن روح الشباب ظلت متقدة لم تخبُ وهو يسجل التعادل قبل النهاية، ثم يتبعه بالفوز مع بدء الأشواط الإضافية. عندما تحضر الروح والقتالية والعزيمة، فلا يمكن أن يقف أحد في وجه إرادة الفوز وهذا ما حدث، إذ فرض «الأخضر» الواقع نصراً سعودياً أفرح الكل، وتوّج كل الجهود التي تبذل في سبيل إعادة الأمجاد السعودية في المحافل الدولية، وهي هذه المرة أجمل وأبهى وأغلى بمدرب سعودي منح ثقة المسؤولين، الذين وجدوا أن خير الاستثمار هو ما كان في أبناء الوطن، فكان محل الثقة على رغم ما يواجهه من جحود الأندية، وقد طالب نائب الرئيس العام بأن تحذو حذو الاتحاد السعودي، وتبادر بتولية المدربين السعوديين مهمة تدريب الفئات السنية، إذ إنهم الأقرب نفسياً، والأقدر على تفهم حاجات اللاعب الناشئ. الوطن شامخ هذه المرة بفضل جهود أحد أبنائه خالد القروني، وطاقم تدريبي سعودي يحق لنا أن نقلدهم أوسمة من ذهب، وبنجوم هم مستقبل الكرة السعودية الواعد، فقد أثبتوا أن الشمس وإن حجبتها الغيوم، فلا بد أن تشرق أكثر سطوعاً. هنيئاً لك يا وطن شمسك الذهب التي توهجت في الصين. [email protected]