وصف المستشار والباحث في العلاقات الدولية الكاتب السعودي سالم اليامي، خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي ألقاه أمس في افتتاح السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي بأنه «شامل»، وتضمن محددات العمل السعودي السياسي والاجتماعي والاقتصادي الداخلي والدولي والاستراتيجي. وقال اليامي ل«الحياة»: «هذا الخطاب كان مركزاً بصورة واضحة، ومع ذلك شمل محددات العمل السعودي السياسي والاجتماعي والاقتصادي الداخلي والدولي الاستراتيجي»، موضحاً أن الملك سلمان اختار بذكاء واضح البداية بعنصر الإنسان المواطن كما اختار النهاية به، وهذه إشارة إلى أهمية العنصر البشري في رؤية صانع السياسية السعودية لنفسه وللدولة وللمؤسسات الرسمية واللصيقة بالعمل التنموي. ولفت إلى أن الخطاب تضمن إطلالة على الوضعين الداخلي والخارجي وركز على ثوابت صناعة السياسة السعودية ومنطلقاتها الدولية والإقليمية، وجاء محملاً بكثير من الثقة في المستقبل على رغم الإشارة الواعية لتحديات وصعوبات الحاضر، معرباً عن اعتقاده بأن هذا الخطاب يمثل وثيقة عمل سياسية سعودية واضحة، وشفافة على المسارات كافة». بدورها، أكدت عضو مجلس الشورى نائب رئيس اللجنة الصحية زينب أبوطالب، أن خطاب خادم الحرمين الشريفين تلخص في خمس نقاط هي: «حفظ الأمن والرخاء للمواطنين، وتنويع مصادر الدخل ورفع الإنتاجية، إضافة إلى حفظ حقوق الأجيال القادمة، وحماية اقتصاد المملكة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها دول العالم. وخارجياً اعتماد الدولة سياسة التعاون الدولي والحلول السلمية لتحقيق السلام بين شعوب الأرض». وأوضحت أبوطالب، أن الخطاب الملكي ركز على الدور الأساسي الرقابي والتشريعي للمجلس، ويمثل هذا الخطاب بالنسبة لأعضاء الشورى خريطة طريق لأعماله، ما يسهم في توجيه عمل المؤسسات التنفيذية في الحكومة. وتابعت: «ينظر أعضاء المجلس إلى الخطاب الملكي السنوي باهتمام بالغ، خصوصاً أن هناك متغيرات سياسية كثيرة دفعت المملكة للسعي الحثيث دفاعاً عن هوية ومكتسبات الأمة الإسلامية والعربية كونها زعيمة العالم الإسلامي وقوة اقتصادية عالمية تسهم في تحقيق التوازن والسلم العالمي، ومراجعة التوجه القائم بأن الدولة هي المحور الرئيس في الحركة الاقتصادية في المملكة، لافتة إلى أن الخطاب الملكي أكد على متانة الاقتصاد السعودي وحمايته من التقلبات العالمية». وبينت أن الخطاب الملكي حمل لغة التفاؤل بالمستقبل في استمرار مسيرة التنمية على رغم التقلبات الاقتصادية والسياسية، وبين خادم الحرمين الشريفين مكانة المملكة الاقتصادية المتينة بين دول العالم، وأن التوجه يسير نحو التحول إلى تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد الكلي على النفط. وأكدت شفافية الخطاب الملكي، وأن كلمات خادم الحرمين حملت رسالة تفاؤل للمواطنين بأن المملكة ستتجاوز الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها دول العالم، فالمملكة مرت عبر السنين بظروف صعبة أكثر من ذلك، وخرجت من كل أزمة أكثر قوة ومتانة، كما أكد الملك حرص المملكة على الوسطية والاعتدال والتسامح، وأن المملكة ستواجه بحزم كل مظاهر التطرف والغلو أو التفريط في الدين. وذكرت أبوطالب، على رغم أن المجلس ليس بعيداً عن هموم المواطن وحاجاته، ولكنه بحاجة إلى فتح مزيد من قنوات التواصل الفعالة مع المواطن ومؤسسات المجتمع المدني، وعند الحديث عن المواطن فنحن نقصد هنا المواطن بعمومه بأفراده وشركاته ومؤسساته والمجتمع المدني بكل شرائحه. وشددت على أن الخطاب الملكي الكريم هو خطة عمل لمؤسسات الدولة للسنوات القادمة.