ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم (الأربعاء) أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي جون كيري الوضع في شرق حلب. وقالت الوزارة أن لافروف أبلغ كيري أن الحكومة السورية كانت مستعدة منذ وقت طويل لتوفير ممر لخروج المسلحين من حلب لكن مقاتلي المعارضة رفضوا وقفاً لإطلاق النار. في المقابل، قالت مصادر في الرئاسة التركية إن الرئيس طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا في اتصال هاتفي اليوم على بذل جهود مشتركة لبدء إجلاء المدنيين وقوات المعارضة من شرق حلب في أقرب وقت ممكن. وأكد بوتين وأردوغان على الحاجة لمنع انتهاك وقف إطلاق النار الذي توسط البلدان للتوصل إليه أمس. وأبلغ أردوغان الرئيس الروسي بأن تركيا مستعدة للقيام بكل الإجراءات الممكنة لتوفير أماكن إيواء ومساعدات إنسانية بعد فتح ممرات آمنة. وذكرت الخارجية الروسية أيضاً أن لافروف ناقش مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الأزمة السورية عبر الهاتف اليوم، فيما قالت الرئاسة السورية اليوم إن الرئيس الإيراني حسن روحاني هنأ نظيره السوري بشار الأسد بالانتصار في «حلب المحررة». وقالت الرئاسة على «تويتر» ووسائل الإعلام الرسمية، إن روحاني قال إن الانتصار خطوة مهمة باتجاه «القضاء على الإرهاب في سورية». من جهته، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة زيد رعد بن الحسين إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها انتهكت القانون الدولي الإنساني بكل تأكيد وربما ارتكبت جرائم حرب بأحدث قصف لها للمدنيين الذين يأملون الجلاء من شرق حلب. وأضاف بن الحسين أن «الحكومة السورية لديها مسؤولية واضحة لضمان أمان شعبها وتتقاعس بوضوح عن استغلال هذه الفرصة لفعل ذلك». وقال مسؤول في المعارضة السورية اليوم، إن قوات المعارضة بدأت هجمات مضادة ضد القوات الحكومية في مدينة حلب مع احتدام القتال بعد بوادر عن فشل اتفاق هدنة. وقال زكريا ملاحفجي المسؤول في تجمع «فاستقم» المعارض في تصريح إلى «رويترز»، إن رجاله شرعوا في تحرك عسكري انطلاقاً من المناطق الباقية تحت سيطرتهم في المدينة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وشاهد، إن المعارضة شنت هجوماً بسيارة مفخخة في جنوب غربي حلب القديمة. إلى ذلك، تظاهر حوالى ألفي كويتي اليوم أمام السفارة الروسية في الكويت للاحتجاج على قصف قوات النظام السوري المدعومة من روسيا، لشرق حلب، حيث لا يزال آلاف المدنيين محاصرين. وفي قطر قررت السلطات إلغاء الاحتفالات التي كانت مقررة بالعيد الوطني الأحد المقبل تضامناً مع سكان حلب الذين يواجهون «أفظع أشكال القمع والتعذيب والترحيل والإبادة». ودعت «منظمة التعاون الإسلامي» (57 عضواً ومقرها في جدة) إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في ما اسمته «حملة إبادة المدنيين الأبرياء» في حلب وإلى عقد اجتماع وزاري طارىء للمنظمة في 22 كانون الأول (ديسمبر) الجاري في مقرها. ورفع المتظاهرون الكويتيون في تجمعهم السلمي لافتات دعوا فيها إلى «إنهاء الجرائم» و«إنقاذ حلب». وتوالى عدد من الخطباء على التنديد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره «مجرماً» وللمطالبة بطرد السفراء الروس من تركيا ودول الخليج العربية. وندد الخطباء بإيران والميليشيات الطائفية التي تقاتل مع قوات السوري، واتهموها بإطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين في حلب. لكن في المقابل، اعتبر رئيس التشيخ ميلوس زيمان الوحيد الذي لا يزال يحتفظ بسفارة لبلاده في دمشق من دول الاتحاد الأوروبي، اليوم أن النظام السوري «أقل ضرراً من الإرهاب الإسلامي». وأوضح في تصريحات أدلى بها أثناء زيارة رسمية إلى لشبونة أن «السياسة لا تتمثل في الاختيار بين الجيد والأفضل، إنها باستمرار اختيار للأقل ضرراً. وأنا اعتبر الرئيس (بشار) الأسد أقل ضرراً من الإرهاب الإسلامي»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء البرتغالية. ورداً على سؤال عن استئناف المعارك في حلب قال زيمان «لا أحد يعتبر الرئيس الأسد مثالياً، لكن يجب معرفة ما يواجهه». وأضاف أن «من يسمون بالليبراليين السوريين يجلسون في مكاتب بنيويورك وباريس، لكن لا نجدهم في ساحات القتال. هناك (في هذه الساحات) نجد الدولة الإسلامية والقاعدة وباقي المتطرفين الإسلاميين». وفي ما يتعلق بالتطورات الأخيرة في تدمر بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)عليها مجدداً، قال قائد القوات الأميركية التي تقاتل التنظيم إن الأسلحة التي استولى عليها التنظيم في مدينة تدمر تشكل تهديداً للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في المنطقة، لكنه أوضح أنه يمكن احتواء التهديد. وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند في إفادة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عبر دائرة تلفزيونية، إن الأسلحة التي وقعت في أيدي التنظيم حين سيطر على تدمر تشمل عربات مدرعة وأسلحة دفاع جوي. وقال تاونسند «لست متأكداً بالضبط... ما الذي استولوا عليه هناك. نعتقد أن ذلك يشمل بعض العربات المدرعة والعديد من المدافع وغيرها من الأسلحة الثقيلة وربما بعض أسلحة الدفاع الجوي». وتابع قائلاً «أي شي سيطروا عليه يشمل في الأساس تهديداً للتحالف لكن نستطيع احتواء تلك التهديدات وسوف نفعل». وأشار المسؤول الأميركي إلى أن القوات الأميركية ستضرب الأسلحة عندما تحين الفرصة. وقال إن القتال بين القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا وبين المعارضة السورية في حلب لن تؤثر بدرجة كبيرة على الأرجح على جهود تدعمها الولاياتالمتحدة لطرد التنظيم من الرقة.