بدأ نائب وزير الخارجية السعودي عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز أمس زيارة رسمية لموريتانيا تدوم يومين، وهي الأولى من نوعها لمسؤول سعودي على هذا المستوى منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وكان وزير المالية السعودي الدكتور عبدالعزيز العساف زار نواكشوط في كانون الثاني (يناير) الماضي للمشاركة في منتدى خليجي لدعم الاستثمار في موريتانيا، ما أعطى وقتها مؤشراً إلى رغبة المملكة العربية السعودية في دعم اقتصاد موريتانيا الواقعة غرب افريقيا على ضفاف المحيط الأطلسي، وهي تواجه معضلات سياسية واقتصادية واجتماعية. ويجري الأمير عبدالعزيز اليوم الأحد مع كبار المسؤولين الموريتانيين لتعزيز التشاور السياسي والتنسيق الديبلوماسي، ولتطوير التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين. وسيلتقي الرئيس محمد ولد عبدالعزيز والوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف ووزير الخارجية أحمد ولد تكدي. وسيشرف على تدشين مجمع جامعي جديد شمال نواكشوط مولت تشييده المملكة العربية السعودية كما يزور المسجد السعوي، وهو أكبر مسجد في موريتانيا وتم بناؤه في عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز. وتتطور العلاقات السعودية - الموريتانية باستمرار، منذ أن عيّن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سفيراً للمملكة في نواكشوط عام 2007 ما أعاد الدفء إلى العلاقات السياسية بين البلدين للمرة الأولى منذ غزو الكويت في آب (أغسطس) 1990. وينظر إلى السعودية على أنها أكبر ممول عربي للتنمية في موريتانيا، مولت خلال السنوات العشر الأخيرة مشاريع ضخمة في مجالات التعليم والصحة والزراعة والطاقة والبنية التحتية. وقال السفير السعودي لدى موريتانيا سعود عبدالعزيز الجابري في تصريح إلى «الحياة» إن «التعاون الاقتصادي بين البلدين تطور بشكل كبير منذ التوقيع في أيار (مايو) 2011 إتفاقية إطارية للتعاون. وأشار إلى «تطابق وجهات نظر قيادتي البلدين لمجمل القضايا الإقليمية والدولية، ما تجسد في التنسيق الديبلوماسي عبر الدعم المتبادل في المحافل الدولية ودعم الترشيحات والقرارات التي تقترحها المملكة». وشدد الجابري على أن «حاضر العلاقات بين البلدين وعمقها التاريخي يبشر بمستقبل زاهر لهذه العلاقات». وكان وزير المالية السعودي اعتبر خلال مشاركته في منتدى الاستثمار أن موريتانيا الغنية بالمعادن والذهب والأسماك وبمساحاتها الزراعية الهائلة تشكل أرضاً بكراً للفرص الاستثمارية، وعبّر عن رغبته في تطوير التعاون بين البلدين واستغلال هذه الفرص لمصلحة الشعبين الشقيقين.